هل يكفي ما في العالم من أنهار كي أغسل أحزان يتيم ؟! هل يكفي ما في هذا العصر من القهر لأرثي موت الإنسان بعصر حقوق الإنسان ؟!
هل يكفي ما في العالم من أنهار كي أغسل أحزان يتيم ؟! هل يكفي ما في هذا العصر من القهر لأرثي موت الإنسان بعصر حقوق الإنسان ؟!
احذري أن تدوسي لغمَ أحزاني , فلا طاقةَ لكِ على التشظّي
ما الذي يعنيني الآن أيها الرماد أنكَ كنت جمراً
ليس ما أحمله في جيوبي جواز سفر , وإنما تاريخ قهر
عرفت الجوع مرات عدة
لكن المرة التي لا انساها
كانت في (نيويورك ستي)
كنت واقفاً أمام واجهة مطعم
وفي تلك الواجهة كان ثمة خنزير مشوي وكان بلا عينين مع تفاحة في فمه
يا للخنزير المسكين
يا للخنزير المسكين
وراء الخنزير كان الناس جالسين على الطاولات
يتكلمون ويأكلون ويشربون
ولم اكن واحداً منهم
شعرتُ بقرابة مع الخنزير
كلانا علق في المكان الخاطئ
وفي التوقيت الخاطئ
تخيلتُ نفسي في الواجهة
بلا عينين، مشوياً، مع تفاحة في فمي
من شأن هذا ان يجلب حشداً
« هاي ، كم هو هزيل ! »
« كم ذراعاه رفيعان »
« أستطيع رؤية قفصه الصدري »
سرت مبتعداً عن الواجهة
مضيتُ الى حجرتي
كنت ما ازال أعيشُ في حجرة.
وفي الطريق بدأت اسأل نفسي :
أيمكنني ان آكل بعض الأوراق،
بعض الصحف
بعض الصراصير
ربما استطعت التقاط جرذ؟
جرذ نيء
اسلخ الجلد
ازيل الامعاء
ازيل العينين
وأمتنع عن تناول الرأس والذيل.
لا، يمكن ان اموت بوباء ما!
تابعت السير كنت اتضوّر جوعاً الى حدّ شعرتُ ان كل شيء قابل للأكل.
البشر، مضخات المياة، الأسفلت، ساعات اليد،
حزامي، قميصي ..
دخلتُ المبنى
وصعدت السلم الى غرفتي
أبقيت الضوء مطفئاً
وجلست على الكرسي
وتسألت ما اذا كنت مجنوناً
لأنني لم اكن افعل شيئاً
لأساعد نفسي
وعندها توقف الجوع
وبقيت جالسا هناك
سمعت صوت الجماع
في الغرفه المجاوره
كان في وسعي سماع صوت السرير والتأوهات.
نهضت وخرجت من الغرفة
لكنني سلكت طريقاً آخر هذه المرة
بعيدا عن الخنزير في الواجهة
لكنني فكرتُ به
وقررت اني افضل الموت
على أن آكل هذا الخزير.
بدأت تمطر
نظرت الى السماء
فتحتُ فمي بدأت التهم قطرات المطر . . .
حساءٌ من السماء.
« هاي، انظرو ماذا يفعل هذا الرجل »
سمعت احدهم يقول.
سفلة اغبياء، فكرت
يا لهم من سفلة أغبياء !
أقفلت فمي وتابعت السير
جوع تشارلز بوكوفسكي
لا استطيع التصديق بأله يريد العبادة طوال الوقت
فريدريك نيتشه
من فضلكِ
في المرة القادمة التي
آتي فيها لرؤيتكِ
سنجري عملية جراحية للزمن
ونبترهُ خمسة أشهر
هناك لحظات تكون فيها النفس جاثية على ركبتيها مهما كان وضع الجسد
ان السجون تخلق المجرمين
عندما تتحدث إلى امرأة فانصت الى ما تقوله عيناها