بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
لكل شيءٍ مرجع، ولكل خبرٍ مصدر، ولكل حقيقةٍ شمسٌ لا بد أن تظهر، بين حقٍ وباطل، بين خيرٍ وشر، بين يقينٍ وشبهةٌ.
لابد لنا أن ننتقي ما يقولون، كما ينتقي الطير الحَبّ الجيد من الحَبّ الفاسد، لابد لنا أن نتريث في رمي سهام أحكامنا، ونَمتحن صبرنا في أنّاتِ غضبنا حينما نسمعُ ما يقولون عنا..!
نحنُ كتلةٌ من المشاعر نؤثرُ ونتأثر، حينما نُبصر، حينما نشعر، وحينما نتكلم، وحينما نسمع، وكيف لا وقد إتصلت جوارحنا بأحاسيسنا، واتصلت أحاسيسنا بقلوبنا، واتصلت قلوبنا بأفكارنا، واتصلت أفكارنا بعقولنا.
كم أضعنا يا ترى خلف كلمة «سمعنا، يقولون، قالوا» كم من الوقت خسرنا، وكم من وصالٍ بَنى العنكبوتُ فيه بيتًا، وكم من ودٍ تلاشى في وهم الكرامة، كم من حقدٍ غزا الفؤاد وانتصر، وكم من همٍ أرَّق القلب والنظر.
إن الاستناد على السمع وحده لا يكفي، ولا يأخذنا دومًا إلى الحقيقة، كما أن رؤوس الأقلام وحدها لا تكشف المحتوى دومًا، وعنوان الكتاب وفهرسه لا يكفي لنيل المراد من الحاجه.
لذا لا يجب أن نعتمد على ما يقولون لِتعبئة الفراغ بداخلنا، ولا لاكتساب الثقافة منها، ولا لجعلها مادةٌ دسمةٌ نُثير بها ضجه.
إن الكلمة مؤثرةٌ جدًا سواءً حينما ننطق بها أو حينما نسمعها، فبها لربما يضيق الفؤاد وينكتم، وبها لربما يَتسع ويبتسم.
لابد لنا أن نعتني بتلك الكلمات التي نُطلقها، والتي تعانقُ مسامعنا فنأخذ منها ما لذَّ وطاب، ونترك منها ما يُوجع ويزعج ويشكك.
إن من خلقنا يعلم بأن بعض الكلمات حينما تصل إلى قلوبنا تؤذينا بشده، لذا كانت عنايته سبحانه وتعالى محيطةٌ بنا في فرض التكليف «الصلاة» الذي يعالج ذلك بالتسبيح والسجود كما علّمنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم.
﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدْرُكَ بمَا يَقُولُون * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾
إعلم أن الأشياء بداخلنا تنمو كما تنمو البذور في الأرض، فكن حريصًا على أن يكون داخلك طيبًا نقيًا.