بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
روح العطاء والهمة العالية والخلق الرفيع والحصيلة العلمية والثقافية تمثل أجنحة السمو والنجاح في الشخصية، والمرأة المعاصرة بحاجة في طريق تحقيق ذاتها وتنمية قدراتها إلى تلك الصورة الماثلة أمامها لشخصية عظيمة تشرق في الوجدان أنوار سماتها الفاضلة، ولن تجد قدوة تتأسى بها في تنمية جوانب شخصيتها كالسيدة الزهراء .
وإذ يؤلم اليوم أن تتعلق بعض الأفئدة بشخصيات لا قيمة لها في ميزان الرفعة والعلياء وتتخذها مصدر إلهام وهيام بها، إذ كان الغزو الثقافي حاضرا في اختطاف العقول والقلوب لتتجه نحو نماذج لا وزن لها كالمغنيات وعارضات الأزياء وغيرهن، وهو ما شكل سقوطا ثقافيا وانحرافا عن مسار النجاح والإنجاز في محيط الأخلاق الحميدة.
نبحث في تنمية الذات والمهارات التي نحوزها باحثين عن جملة من النصائح والتعاليم المساعدة لنا في بلوغ مرادنا وآمالنا، فأيننا من سيرة جسدت كل القيم والمكارم الأخلاقية، وكانت الكلمات التي نطقت بها دررا حكمية تروي ظمأ النفوس المتعبة؟!
فعلى سبيل المثال لا الحصر لو أشرنا إلى جانب العلاقات الزوجية وما يكتنفها من مشاكل وعقبات، فنبحث من هنا وهناك عما يحفظ للأسرة استقرارها واستظلالها بالسعادة، فإذا ألقينا نظرة فاحصة على بيت الزهراء فسنجد حتما كل تلك التعاليم المساندة للزوجين في تجنب مصادر الخلاف والمشاحنة، فكل تلك الومضات الزوجية من المشاعر العاطفية وإسعاد الآخر وحسن استقباله وبناء جسزر المحبة والاحترام وغيرها حاضرة بأجلى معانيها في بيت النور الفاطمي.
وذاك الشاب الذي يبحث عن الزوجة المناسبة وكذلك الفتاة التي تضع معايير لقبولها، متأملين في ذلك تجنب خوض تجربة يصعب إكمالها لكثرة الخلافات بينهما، سترى في اختيار جمال الروح والأخلاق الحسنة والبيئة الطيبة والتحلي بالتفاهم والهدوء النفسي لآلايء مضيئة في بيت الزهراء ، ولكن كل ما نحتاجه هو المعرفة الجزئية بشخصية الزهراء وما حوته من روائع الخصال في علاقتها بربها وأسرتها وجيرانها ومجتمعها، إنها روح العمل والهمة العالية والعطاء بمختلف أبعاده المادية والمعنوية، فلا معنى للعبثية والخمول والانكفاء على النفس لمن يقتدي بسيدة نساء العالمين .
ففي جانب عبادتها عاشت الزهراء روح الأنس بذكر الله تعالى والخشية منه حتى حازت أعلى درجات الرضا الإلهي، فأين الشاب والشابة اللذان يشغلان معظم وقتهما بما لا فائدة منه، حتى أضحت وسائل التواصل بغثها وغثيثها الشاغل الأكبر لهما فأورث ذلك قلة الوعي، بينما كانت الفرصة سانحة لاستثمار شبكات التواصل في تنمية المعارف وتعزيز أواصر العلاقات الاجتماعية.
والحجاب والحشمة عنوان العفة والكرامة للمرأة، وغض البصر صون للشاب من الانزلاق للاستجابة الشهوية المتفلتة ومن ثم السقوط بإقامة العلاقات غير الشرعية، وكفانا في تنمية ثقافة العفة أن نقرأ في سيرة الزهراء ما يعزز مظلة الأمان المجتمعي.