بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة الدائمة على محمد واله الطيبين الطاهرين
روي عن رسول الله () :
إنه يُفتح للعبد يوم القيامة على كلّ يومٍ من أيام عمره ، أربعة وعشرون خزانة - عدد ساعات الليل
والنهار - فخزانة يجدها مملوءةً نوراً وسروراً ، فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ، ما لو
وُزّع على أهل النار لأدهشهم عن الإحساس بألم النار ، وهي الساعة التي أطاع فيها ربه .
ثم يُفتح له خزانةٌ أخرى فيراها مظلمةً منتنةً مفزعةً ، فيناله عند مشاهدتها من الفزع والجزع ، ما
لو قُسّم على أهل الجنة لنغّص عليهم نعيمها ، وهي الساعة التي عصى فيها ربه .
ثم يُفتح له خزانةٌ أخرى فيراها فارغةً ، ليس فيها ما يسّره ولا ما يسوؤه ، وهي الساعة التي نام
فيها أو اشتغل فيها بشيء من مباحات الدنيا ، فيناله من الغبن والأسف على فواتها حيث كان متمكّناً
من أن يملأها حسنات ما لا يوصف ، ومن هذا قوله تعالى : { ذلك يوم التغابن }...
جواهر البحار
هـل تـريـد ثـوابـا فـي هـذا الـيـوم؟
روي عن الحسين بن علي (عليه السلام) أنه قال : صحّ عندي قول النبي () :
أفضل الأعمال بعد الصلاة إدخال السرور في قلب المؤمن بما لا إثم فيه ، فإني رأيت غلاما يواكل
كلبا ، فقلت له في ذلك .. فقال : يا بن رسول الله !.. إني مغموم أطلب سرورا بسروره ، لأن صاحبي
يهودي أريد أفارقه ، فأتى الحسين (عليه السلام) إلى صاحبه بمائتي دينار ثمنا له ، فقال اليهودي :
الغلام فداءً لخطاك ، وهذا البستان له ، ورددت عليك المال ، فقال (عليه السلام) : وأنا قد وهبت لك
المال ، قال : قبلت المالُ ووهبتُه للغلام ، فقال الحسين (عليه السلام) : أعتقتُ الغلامَ ووهبته له
جميعا ، فقالت امرأته : قد أسلمتُ ووهبت زوجي مهري ، فقال اليهودي : وأنا أيضا أسلمت وأعطيتها هذه الدار . .
___________
نسأل الله المغفرة وقبول الطاعات