اتاحت لنا التكنلوجيا الحديثة بمشاهدة الأفلام التي نتلائم مع ثقافتنا وفي مساكننا فاقتناء سينمانا جعلتنا نشاهد فلم
The Cider House Rules «قوانين منزل عصير التفاح»
بطولة : توبي ماغواير ، تشارليز ثيرون ، مايكل كين
إخراج : لاسه هالستروم (1999)
الفلم مقتبس من (رواية جون إيرفنج ) التي كتبت بالاربعينيات ، التي حولها لنص سينمائي وأخرجها الساحر (لاسي هالستروم) ، الرجل القادر على إدخال مجال عريض من المشاعر والمواقف الإنسانية المتناقضة وإخراجها من القبعة كفيلم هادئ للغاية يتلقاه المشاهد في حالة استسلام تام لعالم آخر ، يلجأ البشر للسينما من أجل الحصول عليه من بين الكثير من الأفلام.
بدون مشاهدة الفيلم، لا يمكننا أن نتخيل مدى العظمة التي قدمها (مايكل كين) في دور طبيب ومسؤول عن دار أيتام، والمدمن على الإيثار ، الدور الذي فاز كين من أجله بأوسكار أفضل أداء لدور ممثل مساعد، دكتور ويلبر لارش، الذي كان بطلًا في عالم بائس من الأطفال الوحيدين ، على الرغم من أن دكتور لارش كان راعيًا لكثير من الأطفال اليتامى إلا أنه اتخذ من يتيم أوحد ابنًا روحيًا يسميه (هومر ويلز) نسبة إلى كاتب الإلياذة والأوديسة الإغريقي هوميروس، بعد أن فشلت محاولات تبنيه من أسرتين مختلفتين ، يعلمه كل ما يعرفه عن الطب، العمليتين المتناقضتين في المعنى، التوليد والإجهاض. هومر (توبي ماغواير) هو الابن والفتى اليانع الذي يبحث عن الحياة خارج محيطه الآمن الذي نشأ فيه، تبدأ ثورته تلك من اعتراضه على الإجهاض الذي يقوم به دكتور لارش بثورية لا تهتم بالقانون، ورغبته في ألا يكون تابعًا لحلم أبيه ليجد طريقه في الحياة بنفسه.
المشاعر المتوّلدة من الفيلم تبدو صادقة وحقيقية، وليس الأمر كما لو أنّ المخرج يجبرنا على الشعور بشيء ، النهاية رائعة جداً، والتي أصنّفها من أجمل النهايات في الأفلام، والموسيقى التصويرية بالفلم اروع تحرّك وجداننا برقتّها وروعتها.
الفلم يكشف العيوب الإنسانية ويظهرها على السطح، كل شخصيات هذا الفيلم لديها عيوبها وذنوبها البشرية المعقدة التي يتم تناولها سرديًا بعبقرية تجعل المشاهد يلمس هذه العيوب بدون أن يشعر بتهويل أو تحقير منها، هذه الدراسة القوية للشخصيات تجعلهم بشرًا حقيقيين يسهل التعاطف معهم أو احتقارهم كلٌ على حسب نظرته في الشخصيات