عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ‏ :
﴿فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : أَنَا السُّورُ وَعَلِيٌّ الْبَابُ‏ .
وَعَنِ ابْنِ جُبَيْرٍ (رَحِمَهُ اللَّهُ) قَالَ :
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ‏ :
﴿فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ ؟
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) :
أَنَا السُّورُ وَعَلِيٌّ الْبَابُ ، وَلَيْسَ يُؤْتَى السُّورُ إِلَّا مِنْ قِبَلِ الْبَابِ‏ .
المصدر : (البحار : ج24، ص277، عن كنز الفوائد.)
-------
عَنْ الْإِمَامِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى‏ : ﴿فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ
* يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : أَمَا إِنَّهَا نَزَلَتْ فِينَا وَفِي شِيعَتِنَا وَفِي الْكُفَّارِ ، أَمَا إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَحُبِسَ الْخَلَائِقُ فِي طَرِيقِ الْمَحْشَرِ ضَرَبَ اللَّهُ سُوراً مِنْ ظُلْمَةٍ ، فِيهِ‏ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ يَعْنِي النُّورَ ، وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ‏ يَعْنِي الظُّلْمَةَ ، فَيُصَيِّرُنَا اللَّهُ وَشِيعَتَنَا فِي بَاطِنِ السُّورِ الَّذِي فِيهِ الرَّحْمَةُ وَالنُّورُ وَيُصَيِّرُ عَدُوَّنَا وَالْكُفَّارَ فِي ظَاهِرِ السُّورِ الَّذِي فِيهِ الظُّلْمَةُ ، فَيُنَادِيكُمْ عَدُوُّنَا وَعَدُوُّكُمْ مِنَ الْبَابِ الَّذِي فِي السُّورِ مِنْ ظَاهِرِهِ‏ : (أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ‏ فِي الدُّنْيَا نَبِيُّنَا وَنَبِيُّكُمْ وَاحِدٌ وَصَلَاتُنَا وَصَلَاتُكُمْ وَصَوْمُنَا وَصَوْمُكُمْ وَحَجُّنَا وَحَجُّكُمْ وَاحِدٌ ؟) .
فَيُنَادِيهِمُ الْمَلَكُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ‏ : ﴿بَلى‏ وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ‏ بَعْدَ نَبِيِّكُمْ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ وَتَرَكْتُمُ اتِّبَاعَ مَنْ أَمَرَكُمْ بِهِ نَبِيُّكُمْ‏ وَتَرَبَّصْتُمْ‏ بِهِ الدَّوَائِرَ ، وَارْتَبْتُمْ‏ فِيمَا قَالَ فِيهِ نَبِيُّكُمْ‏ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُ‏ وَمَا اجْتَمَعْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خِلَافِكُمْ عَلَى أَهْلِ الْحَقِ‏ ، وَغَرَّكُمْ حِلْمُ اللَّهِ عَنْكُمْ فِي تِلْكَ الْحَالِ حَتَّى جَاءَ الْحَقُ .
وَيَعْنِي بِالْحَقِّ ظُهُورَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَمَنْ ظَهَرَ مِنَ الْأَئِمَّةِ (عَلَيْهِمْ السَّلَامُ) بَعْدَهُ بِالْحَقِّ . وَقَوْلُهُ‏ ﴿غَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ، يَعْنِي الشَّيْطَانَ‏ . ﴿فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ‏ الَّذِينَ كَفَرُوا ، أَيْ لَا تُوجَدُ حَسَنَةٌ تَفْدُونَ بِهَا أَنْفُسَكُمْ‏ مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ .
المصدر : (البحار : ج24، ص276، عن كنز الفوائد.)