في العوامية.. الموت يغيب آل حريز أشهر صانع دونات.. جاء بوصفته من الحجاز وأورث سر الـ60 عامًا لأبنائه
بواسطة : فاطمة البدن - القطيف اليوم - القطيف اليوم
16 أكتوبر، 2020
غيب الموت يوم الخميس 15 أكتوبر 2020م الحاج علي محمد حسن محمد آل حريز، أشهر صانع دونات عرفته بلدة العوامية، حيث أن “تونس بيت حريز” -حسب تسميته عند الأهالي- لا يمكن أن يختلف اثنان على لذته.
نافس “دونات بيت حريز” صانعي الدونات المشهورة، وحيرت وصفته وسرها الكثير ممن أراد الوصول لنفس هشاشة عجينته وخفتها، إلا أنهم أخفقوا فيها، وقد يظن البعض أن سرها دفن مع صاحبها، ويغيب عنهم أن صاحبها أورث سرها لأولاده وبناته.
من الحجاز
لم تكن البعثات الدراسية موجودة في زمن المرحوم آل حريز لكنه عمل بمقولة الشعر المنسوب لأمير المؤمنين (ع):
تغرب عن الأوطان في طلب العُلى
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد.
فكان سفره للحجاز عائدًا عليه بفائدة اكتساب المعيشة، هذا ما كشفه لـ«القطيف اليوم» ابنه “حسن”، الذي ورث عمل الدونات من والده وامتهن بمهنته.
بدأت قصة آل حريز مع الدونات حين سافر للحجاز وعمِل في أحد المخابز هناك، وكانت له عدة تجارب لإتقان عجينة الدونات بنفسه حيث لم يأخذها من أحد، وحين تمكن من اكتشاف سر دوناته العجيب رجع لبلدته العوامية وامتهن صنعها منذ ما يقارب 60 سنة.
خباز محترف
احترف آل حريز مهنة الخباز بجدارة، وكانت مهنته الأساسية، حيث عمل في عدد من المخابز وعرف أمورًا كثيرة من أسرارها، فكان يخبز الصمون أو الصامولي، والبريد والبقصم والخبز والمطبق والسمبوسة والبان كيك والكباجي.
“تونس” بيت حريز
حين تبحث عن دونات آل حريز لابد أن تطرق سمعك كلمة “تونس”، وهي المفردة التي كان القدماء من أهالي المنطقة يطلقونها على الدونات، يقول حسن آل حريز: “أهل الأول” لم يكونوا يسمونه دونات، بل تونس بالذات مناطق القرى، بل أن البعض كان يسميه دونس بدل تونس، وجرى الاسم هكذا “تونس بيت حريز”، لكن الآن بدأت التسمية تتقلص ويسمونه دونات آل حريز أو دونات بيت حريز.
إرث السر
ذكر آل حريز أن معظم أخوته وأخواته يعرفون السر في دونات والدهم رحمه الله، لكن لم يمتهن عمله سواه هو وأخته الكبرى فقط.
محل لـ دونات آل حريز
تعوّد أهالي العوامية على ابتياع دونات آل حريز لسنوات طويلة شب عليه الصغار وشاب عليه الكبار، وقد حملت أماكن عدة بصمة لموقع بيع دونات آل حريز بالخصوص بمنطقة الجميمة بالعوامية حيث لا يخفى موقعهم عند برِيد العوامية ومستوصفها والحديقة بغربها، إضافة إلى شمال العوامية والديرة في منطقة المسورة حاليًا.
فتح الابن آل حريز محلًا للدونات وعمل فيه قرابة الـ3 سنوات في منطقة الجميمة، لكن وعكة صحية منعته من العمل، وتوقف عن صنع الدونات لفترة طويلة، وما إن عادت صحته بدأ بمعاودة العمل، إلا أن المحل تم بيعه حيث لم تصبح هناك إمكانية لفتحه، ولكن هناك تخطيط لإعادة فتح محل بإذن الله قريبًا -حسب ما ذكره-.
لا تكفي الزبائن
تعدت شهرة دونات آل حريز نطاق العوامية لا بل نطاق القطيف بأكملها، وهناك من يقصدون بيت آل حريز من مناطق عدة طلبًا للحصول عليه ساخنًا ولاينتظرون وقت بيعه في أماكن عرضه.
وعن الكمية التي يعملها لزبائنه قال آل حريز: أنا لا استطيع أن أوفي لجميع الزبائن، لأن الأيدي العاملة قليلة، فلا يوجد إلا أنا وزوجتي حاليًا تساعدني وولدي الصغير أحيانًا يساعدني، فلا أستطيع عمل الكمية المطلوبة للزبائن، وأعلم أنهم قد يستاؤون، مني لكن ليس بيدي حيلة فأنا أعمل من الصباح إلى منطقة كبيرة ومناطق كثيرة تأتيني من؛ تاروت وصفوى والقديح والناصرة والقطيف والجش وأم الحمام وغيرها، فيصبح هناك ضغط كبير ولا أستطيع معه الوفاء للجميع فالكمية لا تكون كافية لهم.
ظروف الكورونا
وتحدث آل حريز عن تأثير الكورونا على عمله بالدونات وقال: منذ بدأ الحجر وبدأت الكورونا أنا لم أخرج للبيع بالخارج، خوفًا على الناس أولًا وعلى نفسي أيضًا، حيث لم أعمل طيلة ثلاثة أشهر نهائيًا، وبعد رفع الحجر عدت للبيع من المنزل، مع اتباع الاحترازات الصحية، ونسأل الله أن تنتهي هذه الجائحة سريعًا ونرجع من جديد، لكن حاليًا أنا متوقف ولا أعلم متى سأرجع نظرًا لوفاة الوالد رحمه الله.
«القطيف اليوم» التي آلمها نبأ رحيل آل حريز تتقدم بأحر التعازي لذويه ومحبيه وتسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان.
حسن آل حريز