صدر الإنسان الأول العراقي الحرف الى الخليقة وكانت الزراعة هي المورد الرئيسي للإنسان العراقي ومنها صارت التجارة له مورد أخر لوقوع العراق على البحر وكذالك ارتباطه بالطرق القديمة البرية مثل طريق الحرير وهكذا صار العراق مدرسة تشع للعالم حتى تكالبت عليه الإمبراطوريات للاستحواذ على هذه الثروة الهائلة فتعرض للاحتلال القديم والحديث وضل بلد السواد يعاني وليومنا هذا...
المواطن العراقي فقير والخير تحت أقدامه وبدا ينظر إلى جيرانه من الدول المجاورة الذين سخروا ثرواتهم في خدمة إنسانهم ,,وجار الحكام الذين حكموا العراق على مواطنهم بحروبهم وعبثياتهم حتى صار ذاك المواطن المحسود هو الذي يحسد بعد ان أصبح وقودا للحروب والأمراض ...واكتشف النفط في العراق وزادت المعانات بعد ان أصبحت الدول العظمى تنظر للعراق على انه البقرة الحلوب ولم يستفد العراقي من تلك الثروة أسوة بغيره من مواطني الدول المجاورة التي كانت تعتمد العراق في معيشة مواطنها واستمرار الحياة فيها ...اليوم وبعد التغييرات الجوهرية في بناء المواطن العراقي الجديد ووصول حكومات يأتي بها ذالك المواطن الفقير الى سدة الحكم صار لزاما على تلك الحكومات العمل بما يرفع من شأن هذا الإنسان واستغلال ثرواته وعدم التفريط بها والتصدق بها إلى الغير والعراقي مريض وجوعان ,,,ان قطاعات الخير في العراق كثيرة فمن الممكن اذا استغل قطاع واحد فقط يعيش المواطن عيشة الملوك فالزراعة وحدها مثلا ممكن منها يعيش العراقي ويصدر العراق اذا استغلت استغلال علمي او السياحة سواء اكانت الدينية او الاعتيادية لما يتميز به العراق من طبيعة خلابة في شمال العراق والمزارات الإسلامية التي هي مصدر جذب لكل العالم او الصناعة كما هو حال بعض الدول مثل السويد وما يتمتع به المواطن من ذكاء وإبداع واكتشاف وسائل تحتم علية الضرورة اكتشافها ...اليوم يعتمد العراق عل النفط كدخل رئيسي وحيد للعراق وهذا القطاع أيضا يعاني من أمراض مستعصية مثل تقادم منشاته وسوء استثمار هذه الثروة العملاقة التي يتميز بها العراق والمعروف ان اخر برميل للنفط هو عراقي ...ان الثروة النفطية العراقية رحمة من الله الى الخليقة وهبها الله للإنسان,,, عند استخراج النفط العراقي السهل الاستخراج والذي كلفة استخراجه متواضعة قياسا للنفوط في الدول الاخرى يصاحب هذا الاستخراج مادة لا تقل أهمية عن النفط الا وهو الغاز المصاحب والذي أصبح اليوم العالم ينظر الى هذه المادة نظرة مختلفة لما تتميز به هذه المادة من مواصفات تفوق النفط ..
والغاز اليوم مصدر مهم من مصادر الطاقة الطبيعية الغير متجددة (قابلة للنفاذ) ووجود هذه المادة في باطن الارض اما منفردا كمادة او مختلطا مع النفط ..واهم استخدام للغاز اليوم هو في توليد الطاقة الكهربائية وتقريبا ثلثي التوليد في العالم يعتمد على الغاز باعتباره من المحروقات العالية الكثافة واهم ميزة للغاز هو قلة الانبعاثات عند الاحتراق ونظافة البيئة ان الطلب المتسارع على هذه المادة بدأ يتصاعد من منتصف خمسينات القرن الماضي حتى ان نسبة نمو الغاز في عقد من الزمن فاق نمو النفط في نفس العقد وصلت نسبة النمو للغاز الى 1.9% نسبة الى 0.2% ...ان احتياطي العالم من هذه الماد اليوم وحسب أخر الدراسات تقريبا 6112 ترليون قدم مكعب واحتياطي الدول العربية من العالم هو 25% من هذه المادة ويأتي العراق بالمرتبة الرابعة عربيا بعد قطر والسعودية والامارات وبنسبة 7.6% وان العمر المقدر للنضوب في العراق متميز بطول الفترة الزمنية حيث تصل الى (750)عام وهذه الفترة طويلة على مستوى العالم واطول فترة تعتبر بعد العراق هي قطر وتقدر فترة النضوب فيها ((380 عام والعراق من الدول الغير منتجة لهذه المادة الحيوية ..ومن خواص الغاز الطبيعي في العراق، أن الغاز المصاحب منه يمثل نسبة (70%) تقريباً. اي أن الغاز الحر يمثل النسبة المتبقية وهي (30%). ولذلك فأن مشروعات الغاز العراقي تفتح شهية الاستثمارات الاجنبية فيما إذا توافر لها المناخ الاستثماري المناسب. وفي مقدمته الأمن. والاستقرار السياسي. لأن وجود الغاز المصاحب للنفط بهذه النسبة العالية يقلل من التكاليف الاستثمارية في مشروعات الغاز إلى حد بعيد، وبالتالي يضخم أرباح الشركات المنتجة، سواء كانت وطنية أو اجنبية. إلا أن النظام المباد قد أهمل هذا القطاع على نحو مأساوي، وركز على قطاع النفط. لسهولة الحصول على مردود سريع من عمليات التهريب والتعامل الدولي السري..ويوجد الغاز على شكل الثاني وهو وتوجد حقول عملاقة مايقارب ال(20)حقل وفوق العملاقة(Super giant) وخاصة في غرب العراق وبالذات في منطقة (عكاز) ويحتاج استثمار هذا الحقل الى (10) مليار $ واستغلاله للتصدير أن يجعل العراق من طليعة الدول المصدرة للغاز في العالم، فضلاً عن وجود حقل عملاق اخر في البصرة وميسان . وإن اسعار الغاز التنافسية مع اسعار الطاقة الأخرى، تعد فرصة استثمارية كبيرة لكي تقوم الحكومة بمشروعات لتصدير الغاز وبخاصة إلى الهند والباكستان وتركيا والكويت. وإلى دول أوربا الغربية. وهناك عدة خيارات لتصدير الغاز. أحدها (غاز حر) من حقول الغاز في شمال شرق العراق. حيث يوجد إحتياطي مؤكد يقدر بـ (270) مليار متر مكعب و(الغاز المصاحب) من حقول الجنوب في البصرة وميسان .
ان مايقارب من (27)دولة اوربية تتطلع لترى العراق من الدول الرئيسية في انتاج وتصدير الغاز الى تلك الدول ومن الممكن ربط تصدير العراق من هذه المادة بخط انبوب المشرق العربي والذي يمتد من مصر الى الاردن وبالقرب من الحدود السورية ومنه الى اوربا ..ان على الدولة العراقية اعطاء الاولويات لانتاج الغاز وخاصة وهو في الحالة الحرة في غرب العراق في حقل عكاز العملاق ولإغراض اقتصادية واخرى سياسية لاعطاء اهمية تنموية لتلك المنطقة العراقية وبعث حالة الاطمئنان لدى روحية المواطن في تلك المنطقة وكذالك رفع المستوى المعيشي للمواطن ..ان هذه المليارات من الامتار المكعبة والتي ترقد في باطن الارض العراقية بحاجة لمن يبعث فيها روح الحياة لرفد الخزينة العراقية بمصادر نمو مالي متعددة وعدم الاقتصار على النفط فقط ,,ان دول عربية وعالمية ليس لها مورد مالي الا الغاز الطبيعي مثل قطر ودول الاتحاد السوفيتي السابق التي تمد اوربا بهذه المادة ,, العراق اليوم من الدول الواعدة اذا استطاعت الحكومة جذب الاستثمارات الاجنبية لأستغلال هذه المادة لقرب العراق على مناطق الاستهلاك وكذالك لفك الازمات التي يعاني منها المواطن العراقي بسبب نقص هذه المادة..يفقد العراق سنويا ما يعادل سبعة بلايين دولار سنويا ومنذ سنة 1927وليومنا هذا بسبب حرق الغاز المصاحب للنفط ونشاهد اليوم يحترق اثناء عمليات التكرير ..ان التوجه العام لدى دول العالم هو نحو هذه المادة الحيوية لأسباب كثيرة اهمها الحفاظ على البيئة وكذالك ارتفاع أسعار النفط العالمي والعراق ليس بمنأى عن العالم ويجب المواكبة مع التطور ودراسة السوق العالمية ومعرفة متطلباته لرفده بهذه المادة المهمة في حياة المجتمع العراقي واضافة رافد جديد للاقتصاد الريعي العراقي المتشبث على عائدات النفط فقط .