من إنتاج إيطالي سنة 2018
"فيتوريو، هذا أنا مارشيللو، فرانكو، تعال وأنظر ماذا فعلت"
يا صديقي هذه الحياة لغز صعب جدا والأصعب أن يجد حلها شخص بسيط وساذج مثلي، لم أجد في زمان وجودي فيها ما يزعجني حاولت قدر الإمكان أن أكون سعيدا وأسعد من حولي، ولكن يبدو أنها مصممة على الإطاحة بي، مصرة على إظهار الجانب الآخر من كل مخلوق فيها، حتى لو كانت مجرد نملة تعيش كل حياتها في الخفاء محاولة تجاوز الأيام بأقل المتاعب والمشاكل، مهما كنت طيبا ستجد من يستغلك وإذا كنت قذرا ستجد من يريد قتلك ففي كل الأحوال ليس هناك إجابة شافية أو تفسير لما يحدث من حولنا
حكاية خيالية حقيقية، واقعية وهمية، حكاية رجل لم يريد من هذه الدنيا إلا رد الجميل لما يقدمه لسكانها ولكن يبدو أنها ستظل ناكرة للجميل مهما طال الزمن
صغير في حجمه، ضعيف في تكوينه، كبير جدا في روحه، عظيم جدا في نواياه، يريد أن يجعل الكل سعيد، الجميع مطمئن، حتى لو كان سينعكس على خراب بيته، وضياع طموحاته
تذكر صفاته، تمعن في نظرات عينيه، ركز في تعابير وجهه، ستجد مليون حكاية وحكاية، عدد لا يوصف من المشاعر، ربما هو حول كل واحد منا ينادي ويصرخ ولكن لا أحد يسمعه، من الذي يهتم له، فما هو إلا فرد مجهول الهوية، يمتلك محلا خاص بالكلاب، فقد ظن الناس أن حاله حال بقية من معه
أفعالنا لها أسبابها، تصرفاتنا وحدنا من نمتلك تفسير لها، مشكلتنا أننا نرى كل شيء من فوق، من السطح، ولا نعير أي إهتمام لما يحدث في الأسفل، هذا هو ذنب البشرية جمعاء منذ خلق الكون، وما زلنا نجدد القاعدة يوما بعد يوم ولن نتوقف حتى تتوقف الأرض عن الحياة إلى الأبد
جرعة درامية من العيار الثقيل قادمة إلى عينيك في حال قررت تجربة مشاهدة هذه التحفة الإيطالية المليئة بالمشاهد الصعبة والمستفزة إلى أبعد الحدود، مليئة بالتشويق ذو الأجواء الهادئة الموترة للأعصاب
تدور أحداثه حول (Marcello مربي الكلاب البسيط الذي يملك محلا على قدر إمكانياته، والذي يجد نفسه متورطا في علاقة خطرة مع Semon الملاكم العنيف السابق الذي يرهب الحي بأكمله، وما يليه من أحداث مشوقة ومليئة بالترقب)
الفيلم من بطولة الرائع Marcello Fonte اللي كان المحور الأساسي لقوة الفيلم بأدائه المرعب، إستطاع أن ينقلك الشخصية الخائفة المرعوبة البسيطة الهادئة من خلال تعابير وجهه فقط
ومن كتابة وإخراج الرائع Matteo Garrone
سينما حقيقية لعشاقها تنادي وتطلب من محبيها وتدعوهم لتجربة فريدة من نوعها لن تمحى من ذاكرتهم
شاركوني آرائكم