بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ي
قال تعالى {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ} [النور: 36]
إنّ علاقة العترة المطهّرة بالقرآن الكريم هي من أهمّ الثوابت الراسخة في الفكر الذي أسسّته مدرسة أهل البيت(عليهم السلام), كما أنّها من الحقائق المسلّمة في المصادر الإسلامية التي وثقت أحاديث رسول الله(صلى الله عليه وآله) بهذا المعنى، فإنّه(صلى الله عليه وآله) في إشارات كثيرة ومناسبات متعددة أكّد هذه الحقيقة التي أمره الله تعالى بتبليغها وإيصالها للناس, وأنّ الأئمّة من بعده هم عِدل القرآن, وهم الحبل المتين الذي يعصم من تمسّك به من الضلال والانحراف على المستوى الفكري والسلوكي والعملي.
وعلى الرغم من ذلك كلّه نعتقد بأنّ هذه العلاقة التي أسسها رسول الله(صلى الله عليه وآله) مازالت من أهمّ الإشكاليات الغامضة في العقل الإسلامي, والتي لم تحلّ بصورة صحيحة وصريحة من قبل مفكري المسلمين في المدارس الإسلامية المتعددة, رغم شدّة التأكيد عليها في النصوص والبيانات الإسلامية التي وردت عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) بأسانيد صحيحة ومتواترة لا تقبل التشكيك والترديد.
قال السيد العلامة كمال الحيدري: إنّ ما جرى في الخلافة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) أوجب اختلاف آراء عامّة المسلمين في أهل بيته (عليهم السلام)، فمن عاكف عليهم هائم بهم، ومن معرض عنهم لا يعبأ بأمرهم ومكانتهم من علم القرآن أو مبغض شانئ لهم، وقد وصّاهم النبي(صلى الله عليه وآله) بما لا يرتاب في صحّته ودلالته مسلم أن يتعلموا منهم ولا يعلّموهم وهم أعلم بكتاب الله، وذكر لهم لن يغلطوا في تفسيره ولن يخطئوا في فهمه(1).
وفي المقام نذكر حديثين من مجموعة كبيرة من النصوص الواردة عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يبيّن دور أهل البيت(عليهم السلام) في حفظ الشريعة ووراثة علم تأويل وتفسير القرآن الكريم:
1ـ حديث الثقلين المشهور والمقطوع بصدوره عند الفريقين, قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر, كتابُ الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض, وعترتي أهل بيتي, وإنّهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض(2) .
قال السيد العلامة الطباطبائي: فإن قلت: قد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في آخر خطبة خطبها: إني تارك فيكم الثقلين - الثقل الأكبر والثقل الأصغر - فأما الأكبر فكتاب ربي - وأما الأصغر فعترتي أهل بيتي - فاحفظوني فيهما فلن تضلوا ما تمسكتم بهما رواه الفريقان بطرق متواترة عن جم غفير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه أنهى علماء الحديث عدتهم إلى خمس وثلاثين صحابيا وفي بعض الطرق لن يفترقا حتى يردا على الحوض والحديث دال على حجية قول أهل البيت عليهم السلام في القرآن ووجوب اتباع ما ورد عنهم في تفسيره والاقتصار على ذلك وإلا لزم التفرقة بينهم وبينه. قلت ما ذكرناه في معنى اتباع بيان النبي صلى الله عليه وآله وسلم آنفا جار هيهنا بعينه والحديث غير مسوق لإبطال حجية ظاهر القرآن وقصر الحجية على ظاهر بيان أهل البيت عليهم السلام كيف وهو(صلى الله عليه وآله) يقول: لن يفترقا فيجعل الحجية لهما معا فللقرآن الدلالة على معانيه والكشف عن المعارف الإلهية ولأهل البيت الدلالة على الطريق وهداية الناس إلى أغراضه ومقاصده. على أن نظير ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله) في دعوة الناس إلى الاخذ بالقرآن والتدبر فيه وعرض ما نقل عنه عليه وارد(3).
2ـ حديث علم الكتاب الذي خصّ به علياً(عليه السلام) , قال أبو سعيد الخدري: سألت رسول الله(صلى الله عليه وآله) عن قول الله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}(4) ؟ قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب(5) .
ولا زال مثل هذه النصوص المقدّسة التي وردت عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ وللأسف الشديد ـ مغيبة ومبعدة في مباحث علوم القرآن, ولا تحظى بالاهتمام أو النظر والدارسة في الأوساط العلمية والفكرية عند المسلمين. ونتيجة لهذا الجفاء الممنهج لدور أهل البيت(عليهم السلام) في هذا المجال وتعطيل العطاء المعرفي للحجج الإلهية, فقد خسر الفكر الإسلامي بشكل عامّ أهم مصادر التفسير والتأويل لحقائق القرآن الكريم, وحُرِم المسلمون من كنوزه المعرفية والعلمية. وقد ساهمت في ذلك مساهمة كبيرة سياسات الاضطهاد والإرهاب الفكري والسياسي الذي مارسته الخلافات المتعاقبة ضدّ الأئمة(عليهم السلام).
قال الشيخ النعماني: فإن القرآن مع العترة والعترة مع القرآن، وهما حبل الله المتين لا يفترقان كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وفي ذلك دليل لمن فتح الله مسامع قلبه ومنحه حسن البصيرة في دينه على أن من التمس علم القرآن، والتأويل والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والحلال والحرام، والخاص والعام من عند غير من فرض الله طاعتهم، وجعلهم ولاة الأمر من بعد نبيه، وقرنهم الرسول(صلى الله عليه وآله) بأمر الله بالقرآن وقرن القرآن بهم دون غيرهم، واستودعهم الله علمه وشرائعه وفرائضه وسننه فقد تاه وضل وهلك وأهلك...(6)
ولعمري لقد صدقوا عن أنفسهم وأئمتهم الذين يقتدون بهم في أنهم لا يجدون ذلك في القرآن، لأنهم ليسوا من أهله، ولا ممن أوتي علمه، ولا جعل الله ولا رسوله لهم فيه نصيبا، بل خص بالعلم كله أهل بيت الرسول(صلى الله عليه وآله) الذين آتاهم العلم، ودل عليهم، الذين أمر بمسألتهم ليدلوا على موضعه من الكتاب الذي هم خزنته وورثته وتراجمته. ولو امتثلوا أمر الله عز وجل في قوله: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}، وفي قوله: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} لأوصلهم الله إلى نور الهدى، وعلمهم ما لم يكونوا يعلمون، وأغناهم عن القياس والاجتهاد بالرأي(7).
منهج أهل البيت(عليهم السلام) في التعامل مع القرآن الكريم
لقد انتهج أهل البيت(عليهم السلام) نهج رسول الله في تثبيت المعالم الرئيسية للتعامل مع القرآن الكريم وإرجاع المسلمين إليه, فقد مارسوا في ذلك مختلف الأساليب العلمية والثقافية لتثبيت المرجعية العليا للقرآن الكريم في الحياة الدينية والإنسانية للمسلمين في مستوياتها المختلفة وآفاقها الواسعة.
وفي هذا المضمار اتخذ أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) خطوات عدّة لتثبيت هذا الهدف الرسالي العظيم, ومن تلك الخطوات حسب المعطيات العملية في سيرة أهل البيت(عليهم السلام) ما يلي:
1ـ القرآن مصدر الإلهام الفكري للمسلمين
تقوم نظرية الإمامة في الفكر الشيعي على ثنائية القرآن والعترة في ترشيد الحياة الدينية والإنسانية للمسلمين وحثّها باتجاه الأهداف الإلهية العليا, إلاّ أنّ هذا لا يتمّ بحسب نهج مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) إلاّ بعد تثبيت الأساس القرآني المحكم في التفكير والسلوك العملي للمسلمين.
إنّ التركيز على مرجعية القرآن المطلقة للفكر الإسلامي وجعله المحور والمعيار في المعرفة والسلوك العامين للمسلمين هو من أهم أولويات دور الأئمة المعصومين(عليهم السلام), إذ قد عمدوا على تطبيق ثقافة القرآن الكريم بوصفه مصدر الإلهام الفكري الذي يستقي منه المسلمون الأصول الفكرية والتشريعية في العقيدة والسلوك.
وهذا ما نراه في أقوال أهل البيت(عليهم السلام) وأفعالهم, يقول أمير المؤمنين(عليه السلام): عليكم بكتاب الله, فإنّه الحبل المتين، والنور المبين، والشفاء النافع، والري الناقع، والعصمة للمتمسّك, والنجاة للمتعلّق، لا يعوّج فيقام، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تخلقه كثرة الردّ وولوج السمع, من قال به صدق، ومن عمل به سبق (8).
قال الإمام علي(عليه السلام): وكتاب الله بين أظهركم ناطق لا يعيى لسانه، وبيت لا تهدم أركانه، وعز لا تهزم أعوانه(9).
2ـ التثقيف المباشر على كتاب الله
وتأكيداً للهدف الأول الذي حقّقه أهل البيت(عليهم السلام) ولو على المستوى التبليغي في تثبيت مرجعية القرآن الكريم, فانّهم(عليهم السلام) مارسوا تثقيف الأمّة المباشر على كتاب الله وتثبيت الأصل القرآني في الوعي العامّ من خلال الاستشهاد بالآيات القرآنية الكريمة, سواء في المجال التشريعي في عملية استنباط الأحكام الشرعية؛ إذ قد لعب الأئمة الأطهار دوراً مهمّاً في تعليم شيعتهم كيفية استنباط الأحكام الشرعية من القرآن الكريم والاستدلال لها بالآيات الشريفة، كما في معتبرة معاوية بن عمار قال: سألت: أبا عبد الله (عليه السلام) عن طائر أهلي أدخل الحرم حيا، فقال: لا يمس لان الله تعالى يقول: {ومن دخله كان آمنا}(10) . أو في المجال العقائدي والكلامي في تأصيل وتثبيت العقائد الإسلامية وتكوين المعرفة الدينية بشكل عام.
قال الإمام الرضا (عليه السلام): إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره، فقال: {إني جاعلك للناس إماما} فقال الخليل عليه السلام سرورا بها: {ومن ذريتي} قال الله تبارك وتعالى: {لا ينال عهدي الظالمين}. فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة(11) .
إنّ من راجع تاريخ آل البيت(عليهم السلام) ومجالس الأئمّة في حلقات العلم أو الوعظ والإرشاد والتوجيه, أو جلساتهم مع أصحابهم يجد صورة تعلّق أهل البيت(عليهم السلام) بالقرآن الكريم وشدّة تعظيمهم له وحث الناس على التمسك به؛ إذ كانت تلك الحلقات والمجالس لا تخلو من تفسير آية أو تأويل نصّ في القرآن. قال الإمام الصادق (عليه السلام): كان في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه: اعلموا أن القرآن هدى الليل والنهار ونور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقة(12).
كما أنّ كثيراً من الاعتراضات التي يوجهها البعض على فتاوى أهل البيت(عليهم السلام), أو تبنّيهم لفكرة أو نهج ما في مواقفهم وآرائهم كانت تحلّ عبر الرجوع لكتاب الله وذكر الدليل القرآني والآية التي تدل على ذلك.
روي عن الإمام الصادق(عليه السلام): لقد تجلى الله لخلقه في كلامه ولكن لا يبصرون(13) .
نموذج من دفاع أهل البيت(عليهم السلام) عن القرآن
من الأدوار المهمّة والخطيرة التي مارسها أهل البيت(عليهم السلام) لأجل تثبيت مرجعية القرآن الكريم في حياة المسلمين, هي الدفاع عن حريم القرآن الكريم والتصدّي للشبهات والتشكيكات التي تصدرها التيارات الفكرية والعلمية آنذاك.
ومن الحقائق التي رسخها أهل البيت(عليهم السلام) في الوعي الإسلامي مسألة مصونية القرآن من التحريف والزيادة والنقصان, وأنّ يد التحريف والتزييف لا يمكن أن تطال القرآن؛ لأنّه المعجزة الإلهية الخالدة لهداية البشرية. كما وأوضحوا أنّ القرآن الكريم خالٍ من الأخطاء والتناقض والتضاد في مضامين آياته الشريفة، ممّا أسّسوا بذلك لنهج واضح ورصين في تأصيل السلامة والمصونية الدينية والفكرية للقرآن الكريم.
والأدلة على ذلك كثيرة منها:
1- ما ذكرناه سابقا من دلالة حديث الثقلين، حيث أن الأمر بالتمسك بالقرآن فرع وجود القرآن بين المتمسكين.
2- أخبار العرض، قال الإمام الصادق(عليه السلام): ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف(14) .
حيث يقول الشيخ السبحاني: إن الإمعان في مجموع روايات العرض يثبت أن الشرط اللازم هو عدم المخالفة، وعدمها إلا إذا كان المقيس (القرآن) بعامة سوره وأجزائه موجوداً عندنا وإلا فيمكن أن يكون الخبر مخالفاً لما سقط وحرّف(15) .
وكنموذج لذلك نورد في المقام الدور الكبير والمهم للإمام الحسن العسكري(عليه السلام) في تأصيل المنهج القرآني في حياة المسلمين, فقد قام(عليه السلام) بتفسير القرآن الكريم وبيان المعارف والعلوم القرآنية وذلك بتناوله جزءاً كبيراً من آيات سورة البقرة، وهي المجموعة اليوم في الكتاب المعروف باسم تفسير الإمام العسكري، رغم الاختلاف الموجود في تحقيق هذه النسبة، إلاّ أنّ المتداول والمعروف أنّ العلماء قد تناقلوا هذا التفسير واعتمدوا عليه في إيضاح بعض الآيات. ففي هذا السياق عمل الإمام على إبطال الشبهات التي رُوّج لها في عصره في قضية إثبات الانسجام والسلامة في القرآن الكريم, وذلك من خلال إبطال التناقض والتضاد بين الآيات الشريفة, وأنّ القرآن ينتهي إلى أصول تشريعية. فالقرآن بعد إثبات صدوره من الله تعالى, وعصمة النبي (صلى الله عليه وآله) بتلقّيه للوحي وإبلاغه للناس, لا يمكن التشكيك في صحة مضامينه.
ويبقى دور مهم آخر, وهو إعطاء الأجوبة العلمية المقنعة إزاء التساؤلات والشبهات التي تثار حول الآيات القرآنية أو المفاهيم العلمية والتشريعية التي يتعرّض لها القرآن الكريم, ممّا يعني القيام بعملية التفسير والتأويل والإيضاح لمعاني الآيات الشريفة, ومثل هذا الدور لا يمكن لأحد أن يقوم به بصورة جيدة وسليمة غير العالمين بتفسيره والراسخين بتأويله وحقائقه, فهم ورثة علم النبي الأكرم في فهم القرآن ومعرفة ما تؤول إليه آياته وأحكامه المقدّسة.
وفي هذا المجال ينقل لنا التاريخ أسلوب الإمام الهادف والهادئ في معالجة موجة التشكيك التي أطلقها الفيلسوف العربي الكندي الذي كان معاصراً للإمام, فقد روى المؤرخون أنّ إسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه, وقد أخذ في تأليف تناقض القرآن وشغل نفسه بذلك حتى تفرّد في منزله لأجل ذلك. وذات يوم دخل على الإمام الحسن العسكري بعض تلامذة الكندي، فقال له أبو محمد(عليه السلام): أما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي عمّا أخذ فيه من تشاغله في القرآن؟! فقال التلميذ: نحن من تلامذته, فكيف يجوز لنا الاعتراض عليه؟ فقال له أبو محمد: أتؤدي إليه ما ألقيه إليك؟ قال: نعم. قال: فصر إليه وتلطّف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله, فإذا وقعت الأنسة في ذلك فقل: قد حضرتني مسألة أسألك عنها, فإنّه يستدعي ذلك منك, فقل له: إن أتاك هذا المتكلّم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلّم منه غير المعاني التي قد ظننت أنّك ذهبت إليها؟ فإنّه سيقول لك: إنّه من الجائز؛ لأنّه رجل يفهم إذا سمع. فإذا أوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه, فيكون واضعاً لغير معانيه.
فصار الرجل إلى الكندي وتلطّف معه إلى أن ألقى عليه هذه المسألة, فقال له: أعد عليَّ، فأعاد عليه, فتفكّر في نفسه ورأى ذلك محتملاً في اللغة وسائغاً في النظر, فقال: أقسمت عليك إلاّ أخبرتني من أين لك؟ فقال: إنّه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك، فقال: كلا, ما مثلك من اهتدى إلى هذا ولا من بلغ هذه المنزلة, فعرّفني من أين لك هذا؟ فقال: أمرني به أبو محمد, فقال: الآن جئت به, وما كان ليخرج مثل هذا إلاّ من ذلك البيت، ثم إنّه دعا بالنار وأحرق جميع ما كان ألّفه(16) .
ــــــــــــــــــ
1 . أصول التفسير والتأويل، ص172.
2 مسند أحمد3: 14.
3 . الميزان، ج3، ص86-87.
4 . الرعد: 43.
5 . شواهد التنزيل 1: 400.
6 . كتاب الغيبة للشيخ النعماني: ص 51.
7 . نفس المصدر: ص 57.
8 نهج البلاغة (شرح محمد عبده) 2 : 48.
9 . نهج البلاغة، الخطبة 132.
10 . وسائل الشيعة، كتاب الحج، أبواب كفارات الصيد، باب12، ح11.
11 . الكافي، ج1، ص198، ح1.
12 . الكافي، ج2، ص600، ح6.
13 . التفسير الصافي (الفيض الكاشاني) 1 : 73.
14 . الوسائل، ج18، ب9 من أبواب صفات القاضي ح 12.
15 . المناهج التفسيرية، ص206.
16 . المناقب لابن شهر آشوب 3: 526.