إنني أودّ وبكلّ صراحة , أن أرفق رئتيّ مع هذه الرسالة , أو ثلاثٍ من أضلعي .. أو حتى شحمّة أذنيّ , كدلالةٍ على الجديّة العارّمةِ فيها ..إنني أودّ لو أملأ زجاجة الويسكي بدموعي فقط لكِ تعلّمي الكمّ الهائل من المرارة التي تسببها ليّ رسالة كهذه .. و أودّ أيضاً لو أكتب تأريخ ميلادي معها .. لكي أولد مرّة أخرى ولكن من عِندكِ .. ألا تُلاحظين إنني صرت أتدلى في الأونة الأخيرة من ذاتي إليكِ ؟ .. أوه لطالما على الدوام أخسرنّي ولا أقترب بخطوةٍ منكِ ولو خطوة رجلاً ثمل .أنا وحيد , أواه !! هل سألقي اللّوم على الوِحدة الآن أم ماذا ؟ هل أنا وحيد ؟ أوه الوِحدة تأخذ سّوقاً رائِجاً هذه الأيام .. وأخيراً عرفتُ أن وحدتي الفاسِدة في المتاجر هذه لن تُباع لذويّ الأحزان العامة .. أصدقائي من البشر ليس لديهم ما أحتاجه .. أنا بحاجة شيئا أكبر من الحياة برّمتها وأكثر حِداديّة من المشاعِر .. فثقوبي العاطفية هذه من المستحيل أن تمرر الضوء .. أيّ عاطِفة ؟ أنا أعيش في العتمة هنا .. أبحث عن ذاتي في أجساد الآخرين .. أحاول مُراقبة الجميع لكي أعرف الخلل التراديجيّ الذي وقع على مسرحي .. ما أكتشفته هو : إني وحيد لأن ما أسعى إليه ليس موجوداً في العالَم .. وحيد لأنني أريد ما هو مستحيل .. أنا إنسان متطلّع وذي إيجابيّة بطريقة صبيانيّة وذات طابِع برجوازيّ.. طَموح نحو الأشياء المُهِجة بطريقة مضحكة في الغالب وتافهة من منظوري .. أطلب من الآخرين ما ليسوا هم بقادرين على تحقيقه.. أطلب منهم إعادة ترتيبي .. و إستبدال عيوني هذه بعيونٍ أخرى أقل ضبابيَة من المركّبة الآن في رأسي. لكن لا أحد يملك هذا . آه ماذا يتوّجب عليّ قوله ؟! .. جسدي ممتلئ بالعاطفة السوداء .. هنالك تحت قلبي هالاتٍ سوداء تودّ سحب العالَم إلى داخلِها .