تعد بلوغ مرحلة الأربعينات من العمر أمر مهم لأنه يمثل عقداً مليئاً بالتحديات بالنسبة للكثيرين منا. ولكن يتفق الخبراء على أن أول شيء يجب أن تتخلص منه من حياتك بعد بلوغ ذلك العمر هو التلفزيون.
وجدت دراسة أجريت في عام 2017 من مركز العلوم الصحية بجامعة ولاية لويزيانا 3.201 بالغاً. في الولايات المتحدة، أن الاكتئاب كان منتشرا بشكل خاص بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 36 و50 عاما.
وكشفت النتائج أن أولئك الذين “يقضون أكثر من 4 ساعات يومياً. في مشاهدة التلفزيون هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب المعتدل أو الشديد، بالمقارنة مع أولئك الذين يقضون. أقل من 4 ساعات يومياً في مشاهدة التلفزيون”.
كذلك اكتشفت ورقة بحثية في عام 2015 وعرضت في المؤتمر السنوي الـ65 لرابطة الاتصالات الدولية، أن التأثير السلبي للمشاهدة التلفزيونية. المكثفة على الصحة العقلية كان واضحاً، إذ أن أولئك الذين يشاهدوا المزيد من التلفزيون. يعانون من المزيد من مشاعر الاكتئاب والوحدة، كما يبلغوا عن مشاكل في عدم ضبط النفس.
وتوصلت ورقة بحثية نشرت في عام 2020 في مجلة “Translational Psychiatry” إلى أن “مشاهدة التلفزيون. مرتبطة بشكل إيجابي بخطر الإصابة بالاكتئاب، في حين أن استخدام الكمبيوتر لم يكن كذلك”. ما يلمح إلى أن الاختلاف الرئيسي هو الطبيعة السلبية لمشاهدة التلفزيون مقارنة بالتحفيز الفكري للقراءة أو التفاعل عبر شبكة الإنترنت.
كما تساعد مشاهدة التلفزيون على سلوك آخر يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب. وضعف الصحة العقلية، إذ وجدت دراسة أجريت في عام 2019 على 59400 مشارك يبلغ متوسط أعمارهم 43 عاما أن المشاركين. الذين شاهدوا أكثر من 5 ساعات من التلفزيون يميلون إلى تناول المزيد من الكحول وتدخين التبغ وتناول المزيد من الأطعمة غير الصحية، ما يؤدي إلى السمنة وزيادة مستويات الاكتئاب.
وبينما قد يكون من الصعب وبشكل خاص تخيّل حياتك دون التفكير في مقدار الوقت الذي نقضيه جميعا في المنزل هذه الأيام بسبب فيروس “كورونا” المستجد، فإنه يمكنك أن تبدأ خطة التطهر من مشاهدة التلفزيون بمقدار صغير، وذلك بقضاء يوم من دونه وتقيس درجة تأثرك من تلك الخطوة، إذ قد يساعدك هذا في تحقيق أهداف حياتك التي حددتها لنفسك، مثل حال المدربة الشخصية ليزي ويليامسون، التي هي في أوائل الأربعينيات من عمرها، وأقلعت عن مشاهدة التلفزيون في عام 2015 لمساعدتها في تحقيق حلمها في تأليف كتاب.
وتقول: “كان وقتي مشاهدة التلفزيون في المساء، ولكن عندما استسلمت، بدأت في الاستيقاظ في الخامسة صباحا والذهاب في نزهة على الأقدام، وخلال ذلك الوقت كنت أسجل مادة لكتابي، تمسكت بخطتي لمدة عام وانتهى بي الأمر بمخطوطة مكتملة وأصبحت ناشرة”.