الهندوسية :
- الهندوسية اليوم هى مزيج غريب من الطقوس و العبادات المورثة عن تقاليد متنوعة فى بلاد الهند الشاسعة. حتى إن الهندوسية تختلط بالبراهمانية لتشكل معها كلاً يصعب فصله، لذلك فإن الهندوسية تعتبر من الديانات التى يصعب تحديدها. إلا أن المعتقد الاساسى الذى ترتكز عليه الهندوسية هو " وحدة الوجود "، أى أجتماع الموجودات كلها فى وحدة متكاملة : الكائن الالهى، الذات الداخلية ( النفس )، والعالم الخارجى. و بالنسبة إلى الهندوسيين فإن كل شئ ( حتى الذات الإنسانية ) هو برهمانى.
من جهة ثانية فإن هذه الديانة الهندية. و معها المجتمع، تحافظ على وجود أربع طبقات تقليدية ( ألغيت رسمياً سنة 1947 ) وهى : الكهنة ( براهمان )، المحاربون
( أشاتريا )، والتجار(فايشيا )، و الحرفيون و الخدم ( شودرا ) و طبقات أخرى دنيا يصل عددها إلى حدود الثلاثين، والذين لا ينتمون إلى أية طبقة يصنفون بطبقة
" المنبوذين ".
البوذية :
- ولد " سيدهارتا غوتاما " سنة 560 قبل الميلاد، كان أبن أحد الأشراف من المحاربين الهنود، فعاش فى هناء حتى التاسعة و العشرين من عمره. بعد ذلك أدرك وجود الكهولة و الموت، فراح يفكر و يتأمل بالصبر، و أضطرب لذلك و شعر بالقلق. عندئذ راح يهيم فى البلاد كالمتسولين، و يفكر بالشر، و بالحياة، و بمصير الإنسان.
و ألتقى فى تجواله عقلاء براهمانين و معلمى اليوغا ( يهدفون إلى تهذيب الروح و الجسد )، ولكن أحداً لم يستطع أن يقدم له الكلام المقنع و يوفر له الراحة الداخلية. وبعد ستة سنوات من التجوال و الشرود توصل إلى الأشراق الذى كان يسعى إليه وهو تحت شجرة " بوذى " ( المقدسة ). منذ تلك اللحظة، وعلى أثر ذلك الحدث، أصبح يعرف بأسم بوذا ( أى المنور و الملهم ) و أمضى بقية حياته فى التبشير، فأمن به الملوك و تبعه الشعوب. و أسس لرسله الرهبانيات.
و إذا كانت البوذية تمثل ثورة فى وجه الهندوسية التقليدية، فإنها أخذت عنها. مع ذلك، بعض المعتقدات. ومن أهم معتقداتها ان الأفراد كلهم يجتازون بأستمرار مراحل متكررة من الولادة و الموت و الولادة الجديدة، و هذا هو مبدء " الكرما ". و الشريعة الشاملة هى أن الفضيلة يقابلها الثواب، والشر يقابله العقاب فى التجسد المستقبلى المتكرر. أما العالم، فى نظر البوذية، فهو مقر الألم و الجهل، و ينبغى بالتالى أن يجاهد الإنسان للتحرر من هذا النقص.
ومن أجل بلوغ الهدف الأسمى يقدم " بوذا " أربع حقائق ثابتة : الألم عنصر كلى للشمول، و الرغبات الجامحة هى سبب الألم، ويمكن أن يشفى الفرد من آلامة بإزالة الرغبات، و هذه الإزالة يتوصل إليها المؤمن إذا ما سلك " الطريق المقدسة " ذات المحطات الثمانية : ( التصحيح الكامل للأفكار، النوايا، الكلام، التصرف، نمط الحياة، الجهود، التنبه و التركيز). و البوذى الحقيقى الذى يستطيع الوصول إلى حالة الأشراق ينتهى بعد ذلك إلى " الفناء " أو " الترفانا ". وبعد ذلك لا يكون المؤمن مجيراً على أن يولد مرة أخرى إلى الموت.
الكونفوشية و الطاوية :
- يبدو الشعب الصينى أقل ولعاً بالدين و الروحانيات من سائر الشعوب. وخلال عهوده التاريخية الطويلة أهتم بتأمين سعادته على الأرض أكثر من تأمينها فى الاخرة.
فالنظم الأجتماعية فى الصين لم ترتكز على دين سماوى، حتى أن فكرة الألوهة ليست واضحة لديهم. أما الكونفوشية و الطاوية فلا يعتبران من الأديان الحقيقية، إنما هما إلى التعليم أقرب، و يمكن تصنيف تعاليمها فى باب الحكمة بأشكالها المتنوعة.
و مؤسس الكونفوشية هو " كونفوشيوس "، وكلمة " كونغفوزى "تعنى " المعلم كونغ "، وقد ولد سنة 551 ق.م.. وتقبل تعاليمه بوجود قوة إلهية تسير الوجود، ولكنها تركز اهتمامها على تنظيم العلاقات البشرية أمثر ما تركز على المبادئ العامة. فكونفوشيوس يوجه تعاليمه إلى الأشخاص، و يجعلها قائمة على الأخلاق العامة.
وقد خضعت تعاليمه، بمرور الزمن، لتعديلات ذكية، و أصبحت من أهم منابع الثقافة الصينية.
وقد كانت مبادئ كونفوشيوس فى أساس المقومات التى عرفت بها الحضارة الصينية خلال خمسة و عشرين قرناً. و أهم تلك المقومات :
البحث عن الفضيلة و الأمانة و الأستقامة و رباطة الجأش و الشجاعة و العدالة و التهذيب العام و البر بالوالدين.
أما الطاوية فهى مجموعة مبادئ و معتقدات جاء بها " لاوتسيو "، وهو فيلسوف شبه أسطورى يقال إنه عاش فى القرن السادس قبل الميلاد. و فكرة " الطاو " هى منطلق التعاليم كلها ( وهى إلى حد ما كونفوشيه )، وهى أن الفضيلة تقضى بالحفاظ على العفوية و الطبيعة، و أن يكون الإنسان مسالماً. و يتحقق السلام الداخلى بقضاء حياة قائمة على التأمل و الميل إلى التنسك، وركود فى العمل، وعدم الألتزام، وعدم الأنحياز. بذلك يتوصل الفرد إلى حالة الأنسجام مع " الطاو " أو الفضيلة.
وقد دونت نصوص الطاوية المقدسة فى كتاب " طاو - تو - كينغ " أى " كتاب الفضيلة ".
الشنتوية :
- هى ديانة وطنية يابانية، ونقطة الأرتكاز فى المعتقد " الشنتوى " وهى الـ " كامى " ( المتفوق ). و لا يشير هذا التعبير إلى آلهة السماء و الأرض فحسب، و إنما يشمل أناساً يرفعون إلى مستوى الآلهة أيضاً، فضلاً عن الحيوانات و النباتات و الأماكن الطبيعية، وهذه كلها يمكن أن تكون اهلاً للتبجيل و التقديس.
داخل هياكل العبادة يعتقد المؤمنون بوجود الأرواح المقدسة. والعقيدة الشنتوية قد دونت فى كتابين هما " كوجيكى " و " يهونجى " وقد وضعا فى القرن الثامن للميلاد.
و الفريضة الاساسية الوحيدة فى الشنتوية هى ألا يرتكب الفرد الشر المنافى للطهارة. وهناك 24 حالة منافية للطهارة، بعضها خطير و شائع عالمياً ( كالقتل مثلاً )، وبعدها الأخر يأتى فى درجة ثانوية ولكنه مهم كالتسبب بضرر الفرد أو المجموعة.
و لا ينتظر المؤمن أى ثواب أو عقاب فى الحياة الثانية