النتائج 1 إلى 7 من 7
الموضوع:

كشفت عن وِحدة رضوى عاشور وشجاعة نوال السعداوي.. ماذا تنتظر لتقرأ كتابات نورا ناجي؟

الزوار من محركات البحث: 6 المشاهدات : 395 الردود: 6
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    Um Elias
    تاريخ التسجيل: December-2015
    الدولة: Europe
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 11,214 المواضيع: 1,324
    صوتيات: 19 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 6380
    مزاجي: في بستان ورد ..
    المهنة: خريجة + ربة بيت وزوجة ^_^
    أكلتي المفضلة: الريزو والصاج الايطالي
    موبايلي: iPhone 14 pro max
    آخر نشاط: 16/July/2024
    مقالات المدونة: 6

    كشفت عن وِحدة رضوى عاشور وشجاعة نوال السعداوي.. ماذا تنتظر لتقرأ كتابات نورا ناجي؟

    استغرقت عاماً كاملاً تقريباً كي أكتب هذا المقال، إذ إن فكرته في رأسي، في صندوقي الأسود منذ أول مرة قرأت فيها مقالات "نورا ناجي" عن "الكاتبات والوحدة".

    عام كامل لتصدر المقالات في كتاب من أوراق، وغلاف باللون الأزرق الداكن، يحفظ الكلمات من التلاشي أو النسيان، في كتاب ينضم لمكتبة تضم كتباً أخرى، فلا يشعر بالوحدة مثل أبطال حكاياته اللاتي جمعهن شعور واحد رغم أنهن لا يعرفن بعضهن البعض، ولا تعرفهن "نورا ناجي" بشكل شخصي، ولكنهن شاركوها في شعور الوحدة والضياع الذي يبتلع حيوات بعض الأشخاص حتى وهم غارقون منغمسون بالكامل في متاهات الدنيا.
    منذ مدة طويلة كتبت عن نورا ناجي، وعن أعمالها التي تتسم بنفس الطابع الشاعري الذي يُعطي لبضع كلمات عادية طابعاً خاصاً بها يعبر عن أكثر المشاعر قسوة وغرابة، ويصيبك بالدهشة من تلك المرأة، وكأنها عاشت حيوات كثيرة، وكأنها تنقسم لنورات أخريات يعشن حيوات نساء خسرن كل شيء، ولامسن عتبات المجد، واليأس، والجنون، أو الانتحار.

    الدافع الشخصي لكتابة عمل مثل هذا بدا متمثلاً في الجملة الختامية في مقدمة الكتاب، حينما قالت نورا: "إذ ربما تتلاشی وحدتي في وحدتهن، أو قد يحدث العكس".
    نورا ناجي تجد نفسها بين عشر كاتبات، تضع نفسها في حياة كل امرأة منهن، لتحكي عنهن، وتشاهد اللحظات الأخيرة في حياة كل واحدة فيهن. تقف نورا في غرفة "عنايات الزيات"، الكاتبة التي لم أسمع عنها أي شيء قبل كتابة نورا عنها، تقف في الغرفة، تشاهد عنايات تبتلع عشرين حبة وردية من أقراص منومة لتسكن إلی الأبد.
    تشاهد هرولة "إيمان مرسال" في الشوارع بحثاً عن أي شخص عرف عنايات أو سمع بها، تراها تقف أمام مقبرتها وتبكي، لأنها كانت تبحث عنها مراراً.
    تتابع نورا، وتتتبع أثر الوحدة علی الكاتبات، لتكتب عن "فاليري سولاناس" التي خذلتها الكتابة والعالم والحب والرجال، التي عانت من التهميش والاستغلال، في سبيل الكتابة التي لم تنقذها من وحشة العالم، تراها نورا وهي ميتة، منكبّة علی الآلة الكاتبة جثة هامدة، تفعل ما أحبته طوال حياتها رغم أنها لم تجنِ من هذا الحب سوی العذاب.

    نورا ناجي


    تعود نورا لتكتب عن "مي زيادة"، المرأة التي نالت كل ما يمكن أن يحميها من الوحدة، ولكنها ماتت وحيدة، وكأن الكتابة والوحدة لفظان لا يأتي ذكرهما إلا متجاورين لا يفترقان، تتحدث نورا عن مي التي لا يعرفها أحد، عن مي أخری غير تلك التي يسخرون منها ويتهموها بأنها معشوقة الأدباء فقط، متجاهلين إسهاماتها الثقافية، متجاهلين حياتها ومماتها وحيدة، متجاهلين كتاباتها التي عاشت لها، متناسيين كل هذا دون سبب، حتی أتت نورا ناجي لتحكي عن المرأة الفاتنة التي أحبها الجميع بحياد، ولم يجرؤ أي شخص علی اقتحام وحدتها، أو مساندتها بعد كل فَقْد مرت به.
    تكتب نورا عن "أروی صالح" وتحلم بها، تكتب عن صدقها ورغبتها الحقيقية في إصلاح العالم الخرِب للأبد، تكتب عن يأسها، وعن فشلها في إيجاد أي دافع للاستمرار لمنعها من إلقاء نفسها من شرفة منزلها وهي في عامها السادس والأربعين.
    تتحدث نورا عن ذنب الأمومة الذي تشعر به النساء والكاتبات منهن بالأخص، لأنهن يجدن أنفسهن عالقات في المنتصف بين تحقيق الذات وبين تغيير الحفاضات وتحديد جرعات الحليب المناسبة، تذكر "إيلينا فيرانتي" مجهولة الهوية في الأصل، التي تُخفي نفسها عن العالم وتعجز عن إخفاء حقيقة شعورها بالذنب تجاه بناتها اللاتي جعلنها أثقل.
    تكتب عن "نوال السعداوي"، المرأة التي تحدثت معها عبر الهاتف يوماً ما ولم تسعني سعادتي حينما أتی صوتها المتعب من الطرف الآخر علی السماعة، ولم أتمكن من قول الكثير حينما حدثتها، ورغم ذلك وجدتها تشكرني بشدة علی اهتمامي للاطمئنان عليها، تتحدث نورا عن امرأة من أكثر النساء دفاعاً عن حقوق المرأة، التي وقفت في وجه مجتمع جاهل بأكمله مكتفية بالورقة والقلم كسلاح أمام الظلم والتخوين والاتهام بالكفر، ثم أمام التجاهل الصارخ لقامة علمية وأدبية، ورغم كل إسهاماتها تجدهم يذكرونها بأفظع الألفاظ. الغريب في الأمر ألّا أحد ممن يتحدثون عن دكتورة نوال السعداوي، لا أحد ممن يسخرون منها يعرف عنها أي شيء، لا أحد يعرف عن الأعمال الأدبية ولا المناصب الرفيعة ولا الكتب العلمية، لا أحد يعرف أي شيء، ورغم ذلك تجدهم يسخرون منها بجهل قاسٍ ومؤلم، يُعد فصل نوال السعداوي من أكثر الفصول المؤثرة في هذا الكتاب، حيث تتقصّی نورا عن حياتها، وتكشف لنا صعاب حياة هذه المرأة، ومدی معاناتها في مجتمع غارق في الجهل والخرافات.


    نورا ناجي تتحدث عن الهشاشة النفسية، والجسدية، والاضطرابات العصية علی المرء، تكتب عن "سوزان سونتاج" متعددة المواهب، الكاتبة والمخرجة والناقدة التي عاندها جسدها مثلما عاندها المجتمع، سوزان التي حاولت أن تعيش حياة عادية، تتزوج وتنجب، ولكن تفشل أو تعجز عن البقاء في رتابة حياتية كانت من الممكن أن تُفقدها قدرتها علی الكتابة، تتقبل أمر المرض بعد سنين من تجاهل جسدها المتعب، تخوض معركة ضد السرطان، وتخوض بروحها معركة ضد المجتمع المغلق، ، تتخبط في الحب والأمومة والاكتئاب، تنتصر في جولتين علی السرطان، تكتب وتُخرج أفلاماً سينمائية، تصرخ بأعمالها وتقول "أنا هنا"، وفي الجولة الثالثة ينتصر السرطان ويقضي علی امرأة تبدو في كل ما كتبته هشة رقيقة، ولكنها كانت قوية بما يكفي لتترك آثارها في الحياة، معلنةً أنها كانت هنا ذات يوم.
    تنتقل نورا إلی حياة امرأة أخری كانت لها حياة شديدة الزخم، وجديرة بالتقدير، تتحدث عن "رضوی عاشور" وأعمالها وحياتها، تنظر عن كثب، تری الوحدة متجسدة خلف كل هذا الزخم، وكل هذه المحبة التي حظيت بها رضوی بين الناس، تستكشف أن الوحدة مصير لا يفر المرء منه، وكما يقول آرثر شوبنهاور "إن الوحدة مصير كل الأرواح العظيمة"، فإن رضوی ورفيقاتها في هذا الكتاب كنَّ خير مثال علی تلك المقولة.

    تكتب نورا عن "فيرجينيا وولف"، وطريقة انتحارها المأساوية التي تجعل المرء يقشعر وهو يتخيل امرأة علی مشارف الستينيات تُعبّئ جيوبها بالحجارة لتغرق في نهر "أوس" الذي تحفظ الطريق إليه جيداً.

  2. #2
    المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: ميسان
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 20,316 المواضيع: 6,722
    صوتيات: 7 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 18487
    مزاجي: متقلب
    أكلتي المفضلة: كل شي من نفس طيبه
    آخر نشاط: منذ أسبوع واحد
    مقالات المدونة: 3
    شكرا همسه

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    Um Elias
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ☆Golden Boy☆ مشاهدة المشاركة
    شكرا همسه
    عفوا انرت

  4. #4
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: May-2014
    الدولة: حيث يقودني قلبي
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 86,558 المواضيع: 20,591
    صوتيات: 4589 سوالف عراقية: 663
    التقييم: 59952
    آخر نشاط: منذ ساعة واحدة
    مقالات المدونة: 1
    شكراً لكِ اختي

  5. #5
    من المشرفين القدامى
    τhe εngıneereD ❥
    تاريخ التسجيل: March-2020
    الدولة: IraQ
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 24,613 المواضيع: 719
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 17768
    مزاجي: MOOD
    أكلتي المفضلة: Fast Food/Bechamel Pasta
    آخر نشاط: 18/August/2024
    مقالات المدونة: 6
    شكرا جزيلا

  6. #6
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الدولة: بــــغـــداد
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 35,730 المواضيع: 5,001
    صوتيات: 1 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 24253
    مزاجي: متغير
    شكراً عيوني "

  7. #7
    من المشرفين القدامى
    Um Elias
    العفو انرتوا .

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال