بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


ارتبطت صورة المرأة المستترة بالحجاب أو الجلباب في أيامنا هاته بالخبث والنفاق، فأصبح من هب ودب يصف الملتزمة بشرع ربها بأقبح النعوت ويحقد عليها أيما حقد وكأنما تسببت له في مشاكل شخصية أو قتلت له أحدا من المقربين، والحقيقة التي يتجاهلها الكثيرون أنّ صنفا من المتحايلات يعمدن إلى اللبس الساتر والفضفاض للتغطية على سلوكاتهن المنحرفة وجرائمهن الشنيعة في حق النفس والعائلة والمجتمع..



إن الحجاب عامة والجلباب بشكل خاص أصبحا وسيلة للخداع لا غير، فقد ترتديهما المتبرجة لحاجة في نفسها، وقد تستعملهما نساء العصابات لإبعاد الشبهات، وقد يتخفى بهما صنف من الذكور للوصول إلى غايات محددة، وفي هذا الشأن المعقد سمعت الأعاجيب من القصص ووقفت على الصادم من المواقف، ولكل حادثة تأويلات لا تمت للالتزام بصلة..


الصورة هذه صدمتني حينها، ولكن إحدى الطالبات أخبرتني أن مثلها كثيرات، وأن معظم الأفاعي والحيات يرتدين أثواب المتدينات كي يظهرن بصورة لائقة، وزادتني من الشعر بيتا حين روت لي قصة جارتهم المطلقة التي ارتدت فجأة الجلباب، وأصبح عشيقها يزورها متخفيا بجلباب ونقاب، وكانت تخبر الجيران أنها تابت إلى الله وأصبحت تحضر حلقات الذكر ووجدت الصحبة الصالحة، إلى أن تم فضح أمرهما وأصبحت سيرتها على كل لسان..

هذا وحدثتني إحدى الصديقات مؤخرا عن سائق سيارة أجرة، وجدته مذهولا من امرأة، حين أوقفته كانت ترتدي الجلباب، وحين نزلت كانت في صورة أخرى، بثياب فاضحة وماكياج صارخ، وامرأة أخرى ميسورة الحال كانت ترتدي الحجاب وتضع النقاب كي تتسول دون أن يتعرف عليها أحد، وامرأتان بالجلباب متورطتان في عمليات السرقة وما إلى ذلك من القصص التي يندى لها الجبين ولا تمت للدين وأحكامه بصلة..


خلاصة القول وما أردت إيصاله للعقول من خلال تناول هذا الموضوع، أنه علينا التفريق بين أمور الدين وتصرفات البشر، فارتداء الفاسقات للحجاب لا يعني أن المشكلة في اللباس وإنما في سلوكاتهن، وتخفي المنحرفات بالجلباب لا يعني أنه وسيلة للانحراف بل غطاء للتمويه والخلل فيهن، ويجمل بنا نحن المسلمون أن نستميت في الدفاع عن ثوابت شريعتنا السمحة وأن نحسن التمييز بين الطيب والخبيث لئلا نفسح المجال للحاقدين كي يوجهوا أصابع الاتهام لأروع دين.