بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
المؤامرة الفاشلة لقتل الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله )
قبل أن يبعث النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) بالرسالة كان مورد إجماع الناس لصداقته وأمانته، وكان جميع سكان مكة وأطرافها يحبونه، ولكن ما أن بلغ الأربعين من العمر وبعث الرسالة وأخذ يحارب الأصنام ويدعو الناس الى التوحيد حتى صاروا أعداءا وأخذوا يؤذونه بشتى الطرق ومختلف الوسائل حتى أنهم صمموا أخيرا على قتله، ومع أن أغلب بني هاشم كانوا من المشركين – منهم – إلا أنهم مع ذلك لم يكونوا ليرضوا بقتل محمد(صلى الله عليه واله وسلم ) ومنهم أبو لهب عم الرسول (صلى الله عليه وآله) الذي كان من أعدائه اللدودين ولكنه لم يكن مستعدا لأن يوافق على قتله .
لذلك فقد صمم رؤساء قريش على قتله في غياب أبي لهب وبدون علمه، وبعد التخطيط على كيفية قتله قالت لهم أم جميل زوجة أبي لهب: ” سوف أقوم بتلهية أبي لهب في اليوم الموعود في البيت ولا أدع أي خبر عن محمد يتسرب إليه. وعليكم أن تؤدوا مهمتكم ,ابو لهب غائب ” . فلما حل ذلك اليوم أغلقت أم جميل الباب باحكام، وجلست مع زوجها أبي لهب في الغرفة بعد أن أحضرت له المآكل والخمر . وأخذت تتحدث معه عن كل شي سوى ما يجري خارج البيت على أبن أخيه
علم أبو طالب بالخبر، فدعا عليا عليه السلام ( وكان له من العمر حيذاك 11-12 سنة )
وقال له: يا بني إذهب الى عمك أبي لهب فاطرق عليه الباب فإن فتح لك فادخل، وإن لم يفتح لك فتحامل على الباب واكسره وأدخل عليه فإذا دخلت عليه فقل له : إن أبي يقول لك : “إنَّ أمرءاً عَمُّهُ عَيْنُهُ فِي القَومِ (رئيس القوم) لَيْسَ بِذَليلٍ” فأسرع علي عليه السلام الى بيت أبي لهب فرأى الباب مغلقاً، طرق الباب فلم يفتح له، فدفع الباب بقوة فكسره ودخل الدار وأوصل نفسه الى أبي لهب، فقال له أبو لهب – مالك يا إبن أخي ؟
فقال علي عليه السلام : يقول أبي ” إن أمرءاً عمه عينه في القوم ليس بذليل ” .
قال أبو لهب : صدق أبوك فما ذاك يا إبن أخي ؟
قال علي عليه السلام : يقتل إبن أخيك وأنت تأكل وتشرب ؟
فوثب وأخذ سيفه. فتعلقت به زوجته أم جميل فرفع يده ولطم وجهها لطمة ففقأ عينها، فماتت بعد ذلك وهي عوراء، وخرج أبو لهب ومعه السيف، فلما رأته قريش عرفت الغضب في وجهه .
فقالت قريش : مالك يا أبا لهب ؟
فقال أبو لهب : أبايعكم على ابن أخي – أي أعاهدكم على أيذائه والوقوف بوجه دعوته – ثم تريدون قتله؟! واللات والعزى لقد هممت أن أسلم ثم تنظرون ما اصنع .
فلما رأت قريش ذلك علموا بفشل مؤامرتهم (لان أبا لهب لو أسلم فسوف تكون خسارتهم كبيرة) فاخذوا يعتذرون منه ورجعوا عند عزمهم .وبهذه الطريقة فشل كيد المشركين
الحكمة : ” نعم إن العدو قد يكون سبباً للخير إذا أراد الله “