يا عُيونَ النَّرجِسِ الغَضِّ أَلا
غُضِّ عنَّا قد طَوَيْنا بُرْدَنا
وغُصونُ البانِ مِيلي كَرَماً
واتْرُكينا بعدَ هذا وحْدَنَا
ونُجومُ اللَّيْلِ غيبي في الدُّجى
لِنُؤدِّي الوجدَ مِنَّا جُهْدَنَا
ونُسَيْماتِ الصَّبا لا تطرُقي
ودَعينا قد أَضعْنا رُشْدَنَا
نحنُ لولا مِكْنَةٌ في طَوْرِنا
لرأَيْنا كلَّ عبدٍ عَبْدَنَا
كتبَ اللهُ على رَقْمِ العَما
قبلَ إِبْرازِ البَرايا مجدَنَا
وعلى جبهَةِ آثارِ الوَرَى
أَحكَمَ الباري تَعالى سعْدَنَا
إِرجِعي الطَّرفَ ولا تَنْحَجِبي
ورِدِي في كلِّ طَوْرٍ وِرْدَنَا
واتْرُكي العِنْدَ فما عندَ امْرءٍ
في البَرايا كلِّها ما عِنْدَنَا
زُهْدُنا في العرشِ والفرشِ معاً
قَلِّدي إِنْ رُمْتِ زُهْداً زُهْدَنَا
مُهِّدَتْ جَلْجَلَةُ الشَّأنِ لنا
ويدُ الغيبِ تَلافَتْ فَرْدَنَا
حسبُنا اللهُ تعالى إِنَّنا
قد حَلَلْنا بالتَّجلِّي عَقْدَنَا
ولإِيفاءِ وُجوبِ الشُّكرِ قد
فَرَشَ العزمُ انْقِياداً خدَّنا
لا تقلْ هذا بعيدٌ أمَداً
فتَقَ الرَّتْقَ تَدَلَّى ودَنَا