في أحياء مدينتا العزيزة{ الثورة} نشئنا وفق الأعراف العشائرية
والتعاليم الدينية وكانت حياتنا مبنية على احترام الكبير والعطف
على الصغير والأمانة ومعاملة نساء المنطقة كأخوات لنا وعندما
يسافر الجار لمحافظة أخرى يترك عائلته وهـــــو مطمئن وطـبعا
يكون المؤتمن يوفر للعائلة المأكل والمشرب لحين عودة الأهــل
وقد تطول المدة لأكثر من يومين وفي هذه الفترة انتقلت إلى جوارنا
عائلة قادمة من محافظة الناصرية ودأب الجيران أن يقوموا بإرسال
وجبة طعام لهم ومن ثم دعوة من البعض في المنطقة لمأدبة طعام
من اجل التعارف كان رب العائلة يعمل في محطات السكك ونزوله
بين فترة وأخرى تبقى الزوجة وطفلة في عمر 3 سنوات جميلة شقراء
محبوبة وكانت الأم حامل بمولود أخر كنت انا حينها بعمر الثانية عشر
كانت المرأة تذهب مع والدتي للتسوق وتترك الطفلة معي احملها وأتحمل
مسؤوليتها لحين عودة والدتها وتكررت هذه الحالة لا شهر عدة ذات يوم
وهي الأولى والأخيرة كنت احمل الطفلة على صدري وأخذتها الى محل يبعد
عنا 200م تقريبا اشتريت لها مما لا اذكره وأثناء العودة أحسست ببلل
أصابني من مكان الصدر إلى أسفل دشداشتي وهي قماش بازة مخططة
كانت متعارفة في ذاك الوقت وللأمانة كانت لدي قطعة ثانية ممزقة حياتنا
بسيطة جدا وخلال دقائق عادت امها ووجدتني قد وضعتها على الأرض قالت
{ سوده عليه هاي شسوت قالت أمي يا خيه شمالج هي جاهل شتعرف }
واذا بأم الطفلة تقسم أمامي وإمام والدتي قاسم بالعباس ابو فاضل هاي
صارت الك وهاي مرتك قالت امي بلهجتها { ادهر صابك يلجلح هلجتك مرة تخبل}
وانا لا افقه شيء من هذه الامور حينها بعد سنة انتقلوا للسكن في الشطرة
مكان عمل الوالد وانقطعت أخبارهم عنا لسنوات طوال وانا انتقلت لسكن
في مكان أخر وإذا بصديق لي أتاني قال لي تعرف ام علي جيرانا إلي انتقلوا
للناصرية قلت لا عاد الكلام وذكرني بمواقف الماضي تذكرت ام علي ولم أتذكر
أمر الطفلة ذهبت إليها وسلمت عليها وكان عدنما يزورنا احد يأتي ومعه
بما تسمى صوغه اي هدية متعارف عليها في ذالك الوقت وقد كانت هديتها
لي سمكتان{كَطان} كبيرتان طبعا قبلت هديتها ودعوتها لزيارتنا في البيت لنقوم لها بواجب الضيافة رفضت بداعي العودة لاهلها .. كانت معها صبيه
بعمر الثامنة عشر او أكثر قالت لي قاسم تعرف هاي البنت قلت لا تكلمت
وذكرتني بالحادثة مع خجل البنت واحمرار خديها وبقت تنظر إلى الأرض وكلها
حياء قالت ام علي قاسم سبق وان قسمت بأبي الفضل العباس ع انها زوجة لك
وها هي معي وقد أتاها من يخطبها وهي أمامك اذا اردتها اجدد قسمي واقول
هي لك تكلمت بداخلي وقلت وأين كنتِ قبل سنة سنتين ليش مثل هذا الجمال يتفوت
على كل حال شكرتها وقلت كفيتي ووفيتي ودعيها تعيش حياتها ومع من اختارها
كزوجة له وأتمنى لهم السعادة وتبقى لي كأخت عزيزة طبعا السبب القلب قد تعلق بأخرى .
لكن اقول إي التزام وأي وفاء تحمل هذه المرأة حاليا أنها مريضة أدعوا لها بالشفاء بحق ابو الفضل العباس الذي التزمت بقسمها به .
هذا من الماضي الجميل الصادق بكل شيء اين نحن ألآن من تلك الطِباع الجميلة
تحياتي وأرجو أن تنال رضاكم
اخوكم
قاسم البهادلي