الفكرة أعظم ما قد يتّسم به الإنسان في حياته فالفكرة هي المبتدى وهي المنتهى لوجود الإنسان ..
لو تخلّى أحد عن فكرته خوفاً من بطشٍ أو نفيٍ سوف تتحوّل هذه الفكرة ببساطة من فكرة قائمة على أُسّ المنطق إلى فكرة يُحتمى بها فتفقد هنا كل قوائمها ورونقها وتصبح من شيء إلى لا شيء
وكمثال :
غاليله الفيزيائي و الفلكي الشهير عندما قال بنظريته حينها بأنّ الشمس ثابته والأرض هي الّتي تدور حولها كانت الكنيسة وقتها هي المسيطرة على مقاليد الحكم فقبضوا على غاليله وطلبوا منه أن يخرج إلى الملأ ويعترف بأن ما قاله عن دوران الأرض حول الشمس كانت مجرّد نظرية كاذبة فأبى غاليله أن يتخلّى عن فكرته وأُلقي في السجن جرّاء ذلك .
وكذلك حصل مع (قاضي القضاة) الفيلسوف الأندلسي "إبن رشد"
فقد أًتّهمت أفكاره بالكفر والزندقة من قبل علماء الأندلس وقتها ولم يتخلّى إبن رشد عنها أو تركها عرضّةً لإفترائاتهم
فقاموا بخطوة قاسية وهي حرق كتبه ونفيه إلى مراكش .
يقال عندما كان إبن رشد يرى هذا المشهد المؤلم كان أحد تلامذته يبكي من قسوة هذا المشهد فقال له إبن رشد : إذ كنت تبكي حال المسلمين فاعلم أن بحار العالم لن تكفيك دموعاً، أما إذا كنت تبكى الكتب المحروقة، فاعلم أن للأفكار أجنحة وهي تطير»