لم تفاررق الابتسامة و الشكر و الذكر لسانه و الروح النقية محياه ...
عمراً قضاه مؤاثراً متفاني ، محب يشيد بما قدمه من سبقوه ، و يرجو أن ينال الرضا و القبول ...
فنعم ما ٱختار من طريق يسلكه ، و هنيئا لنا أن وفقنا لعيش
مجالس أحياها بمهجته وصوته الشجي .
كان فخراً وعلماً ومدرسة تنهل من فيضها الأجيال ، فقد كان دائما الذوبان في الحزن و العزاء وسط المستمعين ، رسخ فينا أننا لحمة واحدة و مصيبتنا واحدة و لهيب وشائج الاسى والفجيعه تصّعد من قلوبنا لسماء المنكسرة قلوبهم .
هو بحق عاش المصاب وعيشنا المصيبة بتفاصيلها و أصدق لحظاتها واسمى درجات الحزن و الايمان و اليقين بأن من ينعاهم هم أوتاد الله في أرضه و هم حبله من الرحمة ، الممدود من السماء ، والسفن التي بها النجاة و التمسك و مصابيح الهدى واعلام التقى ، التي لاتنقضي معاجزهم و لاتنتهي براهينهم في إظهار الحق و ازهاق الباطل ولم الشمل على بوتقة واحدة جناحيها القرآن و العترة .
سوف تنصب العزاء لفقده كل البيوت ، في فاجعة رحيله ، فكلنا أصحاب مصيبة و فقيدنا واحد ، فقدناه أباً حانياً و إنساناً مصلحاً و قائداً منصفاً وخادماً مخلصاً ، رغم كل ما حلً به من ابتلائات لم يتوقف عن الجد و السير في درب الولاء و النصره و المواساة ، و انجب نعم الخلف لخير سلف ، يواصلون درب العشق الالهي .
إنا لله و إنا إليه راجعون