في هذه السلسلة سوف نحاول أن ناخذكم في رحلة ممتعه؛ لقصص من تاريخ الإكتشافات والإبتكارات والأبحاث العلمية، ليس كل الأبحاث، وإنما ما استطعنا أن نكتبه، فالإكتشافات كثيرة جداً، وأحيانا قد لا يسعفني وضع الشبكة هنا فاليمن؛ فنحن هنا نعاني من ضعف الشبكة،، وأحيانا قد أنقطع بسبب مشاغلي الخاصة، لكني سأحاول قدر الإمكان أن اقوم بجمع ما أستطيع جمعه من قصص العلوم وتاريخها، وسوف نعرض بعض الطرق والمهارات والمنهج العلمي الذي اتخذه العلماء، فالمنهج الذي يتبعه عالم أحيانا قد يكون أهم من الإكتشاف نفسه.
كيف يُجرى البحث العلمي؟ كيف نتوصل إلى الاكتشافات؟ كيف تأتي الأفكار للباحثين؟ هل الإبداع فطري أم يمكن تنميته وصقله؟ ليست هناك إجابات قاطعة لهذه الأسئلة إذ لا توجد وصفة سحرية هنا، ولكن يجب الإعتقاد في الحدس والمقارنة والتجربة والمهارات العلمية وطريقة المنهج العلمي في البحث وأحيانا الصدفة والحظ، بل وحتى في الخطأ.
إنها عوامل تتدخل في كل الإكتشافات العلمية، ولكن بنسب متفاوتة.
لا يجب أن نغفل أن القائمين على الإكتشافات العلمية كانوا، قبل أن يصبحوا علماء، أطفالًا ومراهقين وطلابًا، وأن لهم حياتهم الشخصية، وأنهم واجهوا العديد من المصاعب على جميع المستويات.
وتسعى هذه السلسلة إلى تفسير معنى الإبداع، وتوضيح كيف تتكون المعرفة العلمية تدريجيًا، وكيف استطاعت الظروف والطريقة المنهجية الصحيحة أن توجه مستقبل العلماء المهني وأبحاثهم، بل وحتى حياتهم بأسرها.
ففي هذه السلسلة سنكتب قصص المكتشفون واكتشافاتهم في قصص تجمع بين التاريخ والعلوم.
سوف نبدأ معكم اليوم بهذه القصة.
(أوريكا)
قاعدة أرخميدس
شك ملك سيراكوس في أن الصائغ الذي صنع له التاج قد غشه، حيث أدخل في التاج نحاس بدلاً من الذهب الخالص، وطلب من أرخميدس أن يبحث له في هذا الموضوع بدون إتلاف التاج. وعندما كان يغتسل في حمام عام، لاحظ أن منسوب الماء ارتفع عندما انغمس في الماء وأن للماء دفع على جسمه من أسفل إلى أعلى، فخرج في الشارع يجري ويصيح اوريكا، أوريكا أي وجدتها وجدتها، لأنه تحقق من أن هذا الاكتشاف سيحل معضلة التاج. وقد تحقق أرشميدس من أن جسده أصبح أخف وزناً عندما نزل في الماء، وأن الانخفاض في وزنه يساوي وزن الماء المزاح الذي أزاحه، وتحقق أيضا من أن حجم الماء المزاح يساوي حجم الجسم المغمور. وعندئذ تيقن من إمكانية أن يعرف مكونات التاج دون أن يتلفه؛ وذلك بغمره في الماء، فحجم الماء المزاح بغمر التاج فيه لا بد أن يساوي نفس حجم الماء المزاح بغمر وزن ذهب خالص مساو ٍ لوزن التاج. وكانت النتيجة : أن الصائغ فقد رأسه بهذه النظرية. ووضع ارشميدس قاعدته الشهيرة المسماة قاعدة أرشميدس؛ والتي بني عليها قاعدة الطفو فيما بعد. والتي لا زال معمولا بها حتى وقتنا هذا
وتنص على أنّ الجسم المغمور كلياً أو جزئياً في مائع يكون مدفوعا بقوة إلى أعلى، وهذه القوة تعادل وزن حجم المائع الذي يزيحه الجسم كلياً أو جزئياً على الترتيب.
مبدأ أرخميدس: قوة الدفع المؤثرة في جسم داخل مائع تساوي وزن الماء الذي يزيحه هذا الجسم.
أ/محسن عزالدين البكري
(صديق العلم)