بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



الخوارزمي: وعن أبي جعفر (عليه السلام): قال: ما رُئيت فاطمة (عليها السلام)ضاحكة بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ يوماً افترت بطرف نابها.(1)

قال ابن الصباغ المالكي: إنّ فاطمة (عليها السلام) لم تضحك بعد موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى قبضت.(2)

وقال الشبلنجي: لم تضحك فاطمة (عليها السلام) بعد وفاة أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم)قطّ.(3)

قال محبّ الدين الطبري والخوارزمي والحاكم: أنّه لما أرتها أسماء بنت عميس النعش تبسمت قالت أسماء: وما رأيتها متبسمة بعد أبيها صلوات الله عليه وآله إلاّ يومئذ ثمّ حملناها فدفناها ليلا.(4)


____________

1- مقتل الحسين (عليه السلام)، الخوارزمي: 1 / 80، المعجم الكبير، الطبراني: 22 / 399 ح 995.

2- الفصول المهمة، ابن الصباغ المالكي: 148.


3- نور الأبصار، الشبلنجي: 53.

4- ذخائر العقبى، الطبري: 53، مقتل الحسين، الخوارزمي: 1 / 82، المستدرك على الصحيحين: 3 / 162.

أنكروا بكاءها الطويل

قال ابن أبي الحديد: ومن الناس من يذكر: أنّها كانت تشوب هذه الندبة بنوع من التظلّم والتألّم لأمر يغلبها، والله أعلم بصحة ذلك. والشيعة تروي: أنّ قوماً من الصحابة أنكروا بكاءها الطويل ونهوها عنه وأمروها بالتنحّي عن مجاورة المسجد إلى طرف من أطراف المدينة.(1)

شكاية وتظلم

وقد كانت (عليها السلام) تندب أباها المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) بنوع من التظلّم والتألّم والشكاية له مما جرى عليها ممن آذاها.

وإليك بعض المقطوعات الشعرية في ذلك مما روي عنها (عليها السلام):

فقد روي أنّها (عليها السلام) تمثّلت بشعر فاطمة بنت الأجحم، قالت (عليها السلام):



قد كنت لي جبلا ألوذ بظلّه فتركتني أمشي بأجرد ضاحي
قد كنتُ ذات حميّة ما عشت لي أمشي البراز وكنت أنت جناحي


____________

1- شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: 13 / 43.