بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
روى الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين والسيد ابن طاووس في مهج الدعوات وغيرهما مسنداً عن مولانا الإمام الباقر - عليه السلام - قال:
"إن أقرب الناس الى الله عزوجل وأعلمهم به وأرأفهم بالناس محمد – صلى الله عليه وآله – والأئمة – عليهم السلام – فادخلوا أين دخلوا وفارقوا من فارقوا – عنى بذلك حسيناً وولده عليهم السلام – فإن الحق فيهم وهم الأوصياء ومنهم الأئمة، فأينما رأيتموهم فاتبعوهم وإن أصبحتم يوماً لا ترون منهم أحداً، فاستغيثوا بالله عزوجل وانظروا السنة التي كنتم عليها واتبعوها، وأحبوا من كنتم تحبون وأبغضوا من كنتم تبغضون، فما أسرع ما يأتيكم الفرج".
في هذا الحديث الشريف يبين لنا مولانا الإمام الباقر – صلوات الله عليه – أحد أهم السبل العملية للعمل بالوصية المحمدية للنجاة من الضلالة بالتمسك بثقلي النجاة القرآن الكريم وأهل بيت النبوة – سلام الله عليهم أجمعين -.
وهذا ما نص عليه النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – في حديث الثقلين المتواتر من طرق مختلف المذاهب الإسلامية.
وهذا السبيل العملي يتمثل في الإلتزام بعدم الدخول في أي ممارسة لا يحصل المؤمن فيها على الإطمئنان القلبي بأنها ممارسة يرتضيها أهل البيت النبوي ويتأسى المؤمن بهم – عليهم السلام – عندما يقوم بها، سواء كانت هذه الممارسة تمثل نشاطاً فردياً أو إجتماعياً عبادياً وأو إقتصادياً أو سياسياً أو جهادياً؛ وهذا هو من التكاليف المحورية للمؤمنين سواء في عصر وجود الإمام المعصوم أو في عصر غيبته – صلوات الله عليه - .
إذ أن الأئمة المعصومين – عليهم السلام – هم خلفاء الله في أرضه وأمناؤه الذين أعطاهم عزوجل العلم بمصالح خلقه وعباده ولذلك فهم العارفون بحقائق الأشياء ولا يمكن أن تخدعهم الظواهر والشعارات المضلة مهما كانت فهم دائماً مع الحق، وهذا التكليف العملي للمؤمنين يفهم بوضوح من الشطر الأول من حديث مولانا الإمام الباقر حيث يقول – صلوات الله عليه -:
"إن أقرب الناس الى الله عزوجل وأعلمهم به وأرأفهم بالناس محمد – صلى الله عليه وآله – والأئمة – عليهم السلام – فادخلوا أين دخلوا، وفارقوا من فارقوا... فإن الحق فيهم وهم الأوصياء.. فأينما رأيتموه فاتبعوهم".
، في الشطر الثاني من حديثه المبارك يبين لنا مولانا الإمام الباقر – عليهم السلام – التكليف الخاص بعصر غيبة خاتم الأوصياء – عجل الله فرجه – ويهدينا الى ما ينبغي أن نفعله إذا لم يمكننا أن نعرف من تراث أهل البيت وأحاديثهم ووصاياهم ومعالم نهجهم ما ينبغي أن نعمله تجاه بعض الفتن والقضايا والحركات المستحدثة ولم يمكننا أن نسأل إمام العصر بسبب أوضاع غيبته – عجل الله فرجه – ففي هذه الحالة يكون تكليفنا في هذه الحالات هو ما يحدده باقر علوم النبيين بقوله – عليه السلام -:
"وإن أصبحتم يوماً لا ترون منهم أحداً – عليهم السلام – فاستغيثوا بالله عزوجل وانظروا السنة التي كنتم عليها واتبعوها، وأحبوا من كنتم تحبون وأبغضوا من كنتم تبغضون فما أسرع ما يأتيكم الفرج".
يتضح أن تكليفنا المحوري في عصر غيبة المهدي الموعود – عجل الله فرجه – تجاه الفتن وما لا يقين لنا بصحته وموافقته لما يرتضيه الله عزوجل وأوليائه الصادقين محمد وآله الطاهرين – صلوات الله عليهم – من مختلف النشاطات الفردية والإجتماعية بشتى أنواعها، هذا التكليف يستند الى ثلاثة أمور:
الأول: الإستغاثة بالله عزوجل أي طلب الهداية الإلهامية منه عزوجل ومعرفة حقائق الأشياء لكي لا ننخدع بشعارات الأئمة المضلين أو الحركات التي لا تعبر بصدق عن نهج أهل البيت – عليهم السلام – ولا تحظى برضاهم.
ثانياً: الإلتزام الدقيق بما عرفناه من الحق والسنة النقية التي هدانا إليها الأئمة المعصومين – عليهم السلام – وعدم التقدم عليها أو التأخر والتخلف عنها.
وثالثاً: حفظ التوجه القلبي والمشاعري باتجاه قيم الولاية والبراءة، فيكون حبنا لأولياء الله الصادقين – عليهم السلام – وبغضنا لأعدائهم مهما كانت ظواهرهم.
وبذلك يتحقق الفرج الذاتي وثبات المؤمن على الصراط المستقيم مهما كانت الصعوبات والتحديات.
بأبي والعزيز من أهل بيتي
أفتديه وطارفي وتلادي
أي يوم يشدو البشير بمن لم
يخل في غيبه ترنم شاد
فترى عيناي منه محيا
بين عينه نور أحمد باد
. علامات ظهور الامام المهدي سلام الله عليه متعددة والتحريف فيها ايضاً متعدد، الأهداف والأنواع. من أهم العوامل التي تعين المؤمن على الحصول على التطبيق الصحيح لعلامات الظهور هو التمييز بين التحريفات سواء كان في الروايات الصحيحة او أصل الرواية موضوعة وتتحدث عن علامة لاعلاقة لها بظهور الامام المهدي عليه السلام والعامل الذي يعين على تمييز هذه الروايات الصحيحة عن غيرها هو عامل معرفة الدوافع السياسية للتحريف يعني ما ارتباط هذه العلامة بدولة بني العباس؟ ما دولة هذه العلامة بدولة بني أمية والأهداف السياسية للأمويين؟ لأن معظم التحريفات في علامات ظهور الامام المهدي أوجدها الوضاعون من البلاط الأموي او العباسي للدعاية لبعض الشخصيات او لمحاربة بعض الحركات وإيجاد نوع من الجو السلبي إتجاهها مثل احاديث الرايات السود كما تعلمون هي كانت قبل حركة بني العباس ثم حرفوا الكثير من هذه الروايات بما ينسجم مع الحركة العباسية لكي يستحصلوا على نوع من الدعم الشرعي المزيف لحركتهم. بعد الإلتفات الى هذه القضية التمييز على الروايات المحرفة وإستجماع الصحيحة ينبغي الإلتفات الى العامل الثاني الذي يعين على التطبيق الصحيح لعلامات الظهور وهو إستجماع ماذكرته الأحاديث الشريفة عن كل رواية فيما يرتبط بهذه العلامة مثلاً نفترض علامة خروج السفياني ذكرت في احاديث متعددة ينبغي أن تستجمع من الأحاديث المتعددة، ماهي صفات السفياني؟ ماهو البلد الذي يخرج منه؟ ماهي صفاته؟ ماهو التوقيت الزماني؟ ماعلاقته بالحوادث الأخرى؟ يعني لاينبغي الإستعجال في تطبيق العلامة وفي دراسة العلامة، ينبغي أن نستجمع جميع ما ذكر بشأن السفياني لالكون الرواية الفلانية تنسجم مجزئة ما أعتقده او مع حادثة قريبة أعاصرها وأكتفي بهذه الرواية، لا ينبغي أن أستجمع جميع الروايات المتحدثة عن هذه العلامة وأجمعها معاً. تأتي هنا المرحلة الثالثة وهي مرحلة التمعن والتدبر في هذه الروايات، يلاحظ أن الكثير من علامات الظهور ذكرت بصورة الرمز والاشارة، الأئمة سلام الله عليهم ذكروا هذه العلامات بإشارات معينة لتجنب التحريف فيها، أوردوا فيها امور لايمكن تحريفها، علامات لايمكن تحريفها فينبغي معرفة الهدف من ذكر هذه الأسماء او هذه الأوصاف هو منع التحريف بإعتبارها ترتبط بأمور لايطلع عليها إلا الامام المعصوم المرتبط بعالم الغيب الذي هو من المرضيين على علم الغيب الإلهي. هذه ايضاً قضية مهمة ينبغي الإلتفات اليها وهنا بالتدبر وملاحظة لغة الرمز وعدم الإستعجال في التطبيق وتمييز التحريفات سواء في داخل الرواية يصل الانسان المؤمن الى نتيجة مرضية ويعرف العلامة بصورة صحيحة ويعلم التكليف الذي تحدده الرواية اتجاه هذه العلامة من علامات الظهور