بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
"أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له..واشهد أن محمداً عبده ورسوله)..."
إن الشهادتين لهما معنى عظيم.. إن هذه العبارة،تُخرج الإنسان من ظلمات الكفر والشرك، إلى نور الإيمان.. ف بكلمتين خفيفتين يأتي الكافر ويتشهد الشهادتين، وإذ به يصبح محقون الدم والمال والعرض، شأنه شأن أي مسلم عاش في الإسلام قرنًا.
إنالشهادة مسؤولية، وليس تشريفًا فحسب.. ولهذا فإن بعض الناس، عندما يُدعى للشهادةفي المحكمة، يخاف من إدلاء شهادته؛ لأنه يخاف من تبعات ذلك، ومن انتقام من شهد عليه؛ ويخاف من تشكيك القاضي في شهادته، ويخاف أن يشهد ثم تنكشف أن الشهادةباطلة.. فعندئذ من شهد عليه، يطالبه باسترجاع كرامته، وإذا بهذا الشاهد يُسجن...
إذن،إن الشهادة فيها تبعة، وفيها مسؤولية، وهي قضية مخيفة.. وعليه، فإن من يتشهدالشهادتين، عليه أن يعلم أنه لا بد وأن يكون على مستوى الشهادة بالوحدانية لله تعالى وأنه صادق فيما يقول
ومنالبين أن الشهادة بأن محمداً(صلوات الله عليه وآله) رسول الله لا تحتاج إلى تعقيب وضوحها تماماً في الأذهان إلا أننا يهمنا تبيان بعض الأمور:
لماذا ذُكر أن محمداً عبد الله قبل أن يكون رسوله؟..
"إن العبودية هي الأصل في كل شيء فمادام الله تعالى يؤكد بأنه ما خلق الجن والإنس إلا ليعبدوه فهذا يعني أن العبوديةأو العبادة هي المستهدفة أساساً من الخلق... هنا ينبغي ألا يغرب عن ذهننا بأن كلمة"العبد" ليست منفصلة عن كلمة "يعبدون" أو "العبادة"حيث أن كلتيهما تنتسبان إلى مفهوم واحد هو: العمل العبادي الذي خلق الله تعالى الإنسان من أجل ممارسته ولذلك فإن الإنسان الممارس لهذه العبادة يكون عبداً للهتعالى بحيث يعبده وإلا لانتخب النص الشرعي لمحات أخرى للتعبير عن ممارسة العملالعبادي...
أن يشهد المسلم بأن للنبي (صلوات الله عليه وآله)مقامين: المقام الأول مقام العبودية، والثاني مقام الرسالة.. إنه يقدم ذكر مقام العبودية، على ذكر مقام الرسالة..
فالإنسان محروم من الرسالة -ليس هذا فرض، بل هذاواقع- ولكنه ليس محرومًا من العبودية..
فليتأسى بالنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فيسلوك هذا الطريق، عسى أن يبعثه ربه مقامًا محمودًا..
مقام النبي المحمود هي الرسالة، ومقام المؤمن المحمود، هو القرب من الله عز وجل..
إذن، إن مفتاح الرسالة، ومفتاح نجاح النبي؛ هي عبوديته لله عز وجل.. وما دام الإنسان يشهد بذلك، أيضًا عليه أن يكون وفيً ا لهذه الشهادة.