بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
بالرجوع إلى المصادر التاريخية وكتب الأخبار فإننا نجد روايات مستفيضة تتحدث عن أن رسول الله (ص) ...
أولاً: إن كيفية موت النبي (ص) أو الإمام (ع) وهل أنه مات مسموماً أو مقتولاً أو مات بانقضاء الأجل الذي كتبه الله له هي من المسائل التاريخية التي يرجع فيها إلى المصادر التاريخية والحديثية، وليست هي من القضايا العقدية التي يجب الإيمان بها وعقد القلب عليها ، ولا يترتب على إنكارها ما يترتب على إنكار القضايا العقدية.
ثانياً: بالرجوع إلى المصادر التاريخية وكتب الأخبار فإننا نجد روايات مستفيضة تتحدث عن أن رسول الله (ص) قد تعرض يوم خيبر لعملية اغتيال من قبل امرأة يهودية، حيث عمدت إلى دسّ السم في الشاة وأهدتها إليه فأكل منها، وهذا المعنى مروي من طرق الفريقين:
أما إخواننا السنة، فقد روا عدة أحاديث في هذا المجال، منها ما روي عن أنس ابن مالك:" أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وآله سلم بشاة مسمومة فأكل منها، فجئ بها ( أي بالمرأة) فقيل: ألا نقتلها؟ قال(ص): لا، قال ( أنس): فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله(ص)" ( رواها البخاري ومسلم وأحمد وأبي داوود وغيرهم في الصحاح) ومراد أنس بقوله: " فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله(ص)" أنّ النبي (ص)كان يعتريه المرض من تلك الأكلة بين الفينة والأخرى، فأنس يرى أنّ تلك الأكلة المسمومة بقي أثرها في جسد النبي (ص) حتى قضى نحبه وارتفع إلى الله تعالى..
وما يدلّ أيضا أن الرسول (ص) قد سمته يهودية و أنه إستشهد بسببها رواية أخرى عن النبي نفسه:
فقد روي أنه (ص) " قال في وجعه الذي مات فيه : "ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر، فهذا أوان قطعت أبهري" .( سنن أبي داوود ج 2 ص 370). والأبهر : "عرق في الظهر ، وقيل : هو مستبطن القلب ، فإذا انقطع لم تبق معه حياة" ويبدو أنه (ص) كنى بذلك عن موته فكأنه قال: هذا أوان موتي.
وأما أتباع مذهب أهل البيت، فقد رووا عن الأئمة (ع) ما يؤكد هذا الأمر، ففي الحديث الذي رواه الكليني في الكافي بسنده عن ابن القداح ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمت اليهودية النبي صلى الله عليه وآله في ذراع وكان النبي صلى الله عليه وآله يحب الذراع والكتف.." ( الكافي ج 6 ص 315، وروى نظيره في بصائر الدرجات ص 523).