بإمكان مساحات الاستشفاء التقليل من التوتر، وإدخال السرور، وترسيخ الترابط بين الأسرة والأصدقاء، وحتى يمكنها تحسين الصحة والحيوية. من السهل أن تحوِّل منزلك لمساحة استشفاء، بقليل من التغييرات البسيطة بناء على تصميمات تدعمها دراسات ومبادئ الاستشفاء.
تقول لوريسا ماكاليستر، رئيسة ومؤسسة شركة Enviah الاستشارية التي تركز على التصميم والصحة: "معظمنا لديه على الأقل سيطرة على منزله. يمكنك تصميم البيئة المنزلية لتدعم صحتك وعافيتك".
تجدر الإشارة إلى أن مساحة الاستشفاء تكون غير مبعثرة وسالمة.
كثير من الناس لا يدركون مدى تأثير الأشياء المحيطة بهم على قدرتهم على العثور على السلام والراحة والحيوية. إليك ما يمكنك فعله لتحسين الأشياء التي لديك القدرة على تحسينها.
اصنع منزل التعافي الخاص بك
حتى التغييرات الصغيرة يمكنها أن تشكل فارقاً. عندما تخلق مساحة التعافي الخاصة بك، ركِّز أولاً على المكان الذي تقضي فيه معظم وقتك. تقول ماكاليستر: "فكِّر في نشاطاتك الحياتية؛ لتصنع بيئة منزلية تدعم هذه النشاطات".
إليك خمس طرق لتجعل منزلك مساحة للاستشفاء.
1- أحِط نفسك بالطبيعة
وجود الطبيعة من حولك جيد لصحتك، ويمكنك استخدام:
- الإضاءة الطبيعية
- المناظر الطبيعية مثل حديقة، أو السماء، أو شباك خارجي
- أعمال فنية تصور مشاهد من الطبيعة
- أزهار ونباتات منزلية
2- اعتمِد على تزيين ذي معنى
املأ منزلك بأشياء ذات معنى بالنسبة لك مثل:
- صور فوتوغرافية للأسرة والأصدقاء
- رموز دينية
- أشياء ذات معانٍ
- أعمال فنية مصنوعة أو مجمَّعة بصورة شخصية
ورتِّب الأثاث أيضاً لتشجِّع التفاعل. ومن المفضل أن تضع الكراسي، والأرائك وقطع الأثاث الأخرى بحيث يكون الناس في مستوى العين، وجنباً إلى جنب وليسوا متواجهين. تأكَّد من أن المساحة ليست حارَّة جداً أو باردة جداً، وهادئة بما يكفي لإجراء محادثة.
3- اجعل حياتك بسيطة
يعيش معظمنا حياة مزدحمة ومعقدة. بسِّطها عن طريق:
- الترتيب
- التنظيف
- الحفاظ على مساحات هادئة للتأمل
إزالة الأشياء غير المرغوب فيها والتي لا حاجة لها من المنزل، تقلل التوتر. يزيل التنظيف الغبار والسموم من المنزل. وتساعدك مساحات التأمل الهادئة على الاستراحة من متطلبات الحياة اليومية. إن وجود مكان هادئ تبدأ منه يومك، له أهمية خاصة.
4- اختر الألوان الصحيحة
اختر ألواناً تناسب حالتك المزاجية وشخصيتك. الألوان الحمراء، والبرتقالية، والصفراء تحفز وتمدُّ بالطاقة. الألوان الأخرى مثل الأزرق والأخضر والأرجواني، تثير مشاعر مثل الإحساس بالسلام والارتياح.
5- اجعل لك غرفة مظلمة خالية من الفوضى
وجود غرفة نوم مظلمة خالية من الفوضى يساعدك على الاسترخاء والنوم الأفضل. إذا كانت غرفة نومك شديدة السطوع، بسبب أضواء الشارع، فاشترِ ستائر ذات ألوان تحجب الضوء. تخلَّص من الأضواء الخافتة في الساعات، أو التلفاز، أو الهواتف في غرفة النوم. استخدِم الألوان الحمراء في الساعات الرقمية بدلاً من الزرقاء، أو البيضاء أو الصفراء. واستخدِم مفارش مريحة ناعمة على بشرتك. يمكن أن تُحسن الغرفة ذات الهواء البارد والمفارش الوثيرة من نومك.
تقول ماكاليستر: "اجعل غرفة نومك ملاذك الآمن الذي تستعيد فيه نفسك".
اعثر على مساحات استشفاء خارج المنزل
مع إحضار الطبيعة للداخل، بوصفها جزءاً من منزلك الذي يساعدك على الاستشفاء، ابحث عن مساحات خارج المنزل تحتضنك. يمكن أن يكون هذا الحديقة في الحي الذي تعيش فيه، أو الشاطئ، أو الجبال أو حتى باحة المنزل. اقضِ بعض الوقت في الخارج في:
- مشاهدة الغروب
- الاستماع لأصوات النافورة
- مشاهدة الطيور في الشارع
- زيارة بعض المناظر الطبيعية
تذكَّر أن تأخذ نفَساً عميقاً على نحو إرادي وتستشعر الجمال. يرفع هذا من مستويات المواد الكيميائية التي تحسِّن حالتك المزاجية في المخ.
ساعِد في العثور على بيئة صحية
قلِّل من إسهامك في انبعاثات الكربون، وساعِد في الحفاظ على صحة الكوكب؛ لتخلق بيئة صحية للأجيال المستقبلية. على سبيل المثال، اختر الأغذية الخالية من المواد الكيميائية التي يمكنها استعادة الرقعة الزراعية، وهذا سيدعم صحتك. هناك طرق أخرى للإسهام في خلق بيئة صحية مثل:
- تقليل المخلفات
- تدوير مزيد من المخلفات
- استخدام مواد تنظيف أكثر اخضراراً
حسِّن قدرتك على الاستشفاء
بيئتك الخارجية جزء من بيئة الاستشفاء المثلى، التي تحسِّن قدرة الاستشفاء الفطرية لدى كل شخص منّا. إنها منطقة من بين مناطق حياتك (أو بيئتك) الأربع، التي تعمل معاً لدعم الصحة، والعافية والتعافي. البيئات الثلاث الأخرى هي:
البيئة الداخلية: المستوى الداخلي العميق، البيئة الداخلية التي تتكون من عقلك وروحك، ومشاعرك، ونواياك، وأهدافك في الحياة.
بيئتك التفاعلية: وهي العلاقات الكثيرة في حياتك والتي تعد نظام الدعم الشخصي. تشمل هذه العلاقات أسرتك، وأصدقاءك، وطبيبك، ومرشدك الروحي أو الديني، والجيران، وزملاء العمل، ومديرك في العمل، وغيرهم. المشاعر شيء حقيقي، فلا تتجاهل وجودها.
البيئة السلوكية: تتكون هذه البيئة من الأفعال التي تفعلها لتمنع المرض، وتحسن من صحتك، وترتبط بالعناية بالنفس بطريقة تسمح لعمليات الاستشفاء الطبيعي لديك بالظهور. يشمل هذا تجنب المُسمِّمات، وتناول الأغذية الصحية، والحركة، والتمارين، والتحكم في التوتر، والنوم الجيد لساعات كافية.
تكمن داخلك قدرة على الاستشفاء. ومن خلال تغييرات صغيرة في حياتك اليومية، يمكنك زيادة قدرة جسدك على الاستشفاء وتعزيز الاستشفاء في مجتمعك وبالكوكب كله. إذ إن التفكير فيما يشكِّل بيئة التعافي المثلى، يمكنه أن يشكل فارقاً بما يتناسب مع جسمك وعقلك وروحك.