”الرفيعة“ وليس ”الرملة البيضاء“..
مهتمون: ”التاريخ“ يثبت الاسم الحقيقي لشاطئ جزيرة تاروت
نوال الجارودي - تصوير: خالد الطلالوة - تاروت 9 / 10 / 2020م - 7:41 م
تداول مهتمون بتاريخ جزيرة تاروت، حقيقة الاسم التاريخي للشاطئ الشرقي للجزيرة العريقة، وهو اسم ”شاطئ الرفيعة“، وليس ”الرملة البيضاء“، مطالبين بتصحيح هذه المغالطة التاريخية.
إرث حضاري
وطالب المهتمون بهذا الشأن، الجهات المختصة، بتعديل اسم الشاطئ لمسماه التاريخي الأصيل وتوثيقه في سجلات دوائر الدولة لما يمثله من إرثٍ وقيمة حضارية وتاريخية للمنطقة وأهلها.
مطار تاريخي
وقال عضو لجنة تطوير جزيرة تاروت ”محمد الحماد“ ل”جهينة الإخبارية“: هذا الشاطئ اسمه ”شاطئ الرُفيعة“ وهو الاسم التاريخي، كان ولا يزال بهذا الاسم لأن المنطقة الواقعة من حي الخضر الى البحر بما في ذلك المطار التاريخي الموجود في المنطقة كان اسمها الرُفيعة، والمطار أيضاً يحمل اسم مطار الرفيعة بجزيرة تاروت.
مكب نفايات
وأضاف: من المعروف لدى كل سكان جزيرة تاروت من الرعيل الأول أنه قبل 40 إلى 45 عاما، أنشأت البلدية مكبًا للنفايات هناك، وكانت تسميه مكب الرفيعة، أو مردم ”محرقة“ الرفيعة.
قصص الأجداد
وأشار إلى أنه قبل ذلك، كان المكب على طريق بلدة دارين من الجهة الغربية، بعد ثانوية تاروت للبنين الحالية.
وتابع: ”أما من القصص التى سمعناها من قبل الأجداد، فقد نقلوا لنا أن ساحل الرفيعة كانوا يزدلف إليه الرجال ليلاً بعد العشاء، وينامون هناك في الصيف؛ لعدم وجود الكهرباء في بيوتهم، التي يغادرونها لإعطاء الفرصة للنساء والأطفال للنوم فوق أسطح المنازل“.
تاروت وبيروت
ولفت الحماد إلى أن اسم ساحل ”الرملة البيضاء“ هو اسم غير صحيح لأن رملة شاطئ الرُفيعة ليست بيضاء البتة، بل حاول البعض تسميته بهذا الاسم لوجود شاطئ في العاصمة اللبنانية بيروت بهذا الاسم؛ لتشابه اسم تاروت بأسم بيروت.
سفينة المؤسس
واختتم أن السفينة التي أقلت الملك المؤسس - طيب الله ثراه - مرت بهذا الشاطئ ”الرُفيعة“ وتوقفت بالقرب من بلدة دارين، وتم توقيع معاهد القطيف الشهيرة بين الملك عبدالعزيز والمبعوث البريطاني السير برسي كوكس عام 1915م.
من ناحيته، تناول الباحث التاريخي جعفر العيد، في حديثه لـ ”جهينة الإخبارية“، مقدمة عن مكانة جزيرة تاروت وقيمتها في التاريخ.
كنوز أثرية
وقال: ”جزيرة تاروت، غنية بالكنوز الأثرية هذا ما أكده العلماء الأثاريون والرملة البيضاء التي تسألون عنها هي ساحل الرفيعة، ولا نسمح بتغير هذه المسميات الجميلة، التي تحمل الكثير من الرموز والدلائل الحضارية التي تشير إلى العمق التاريخي“.
رملة خشنة
وبين العيد أن هذا الساحل يتسم بالانبساط وضحالة المياه فيه، وهو ويتصف بوجود الرملة الخشنة ويخلو من الصخور بخلاف ساحل دارين الصخري والعميق في نفس الوقت، وهو مايضفي التنوع في سواحل جزيرة تاروت.
ساحل الرفيعة
وأضاف: أنه في الوقت الذي يستقبل فيه ساحل دارين القوارب ومراكب الصيد فإن الناس العاديين والصيادين الهواة يستمتعون بممارسة هواياتهم على ساحل الرفيعة، بعيدا عن فوضى المراكب وازعاجها.
البعثة الدنماركية
وذكر العيد أنه ليس بعيدا عن الساحل تل الرفيعة ”الربيعية“ العالمي، التي أظهرت الدراسات الأثرية أنه مستوطنة تنتمي إلى الألف الثالثة ق. م والتي تتزامن مع حضارة جرهاء العربي، ويمتد تاريخ الرفيعة إلى الفترة الواقعة بين 2400-300 ق. م.
وأشار إلى أنه قد عملت البعثة الدنماركية فيها عام 1388 هـ الموافق 1968م٬ وأثناء أعمال ردم للمنطقة الواقعة بين بلدة الرفيعة الجديدة وبلدة الربيعية من أجل الاستصلاح الزراعي عُثر على كثير من الآثار.
الآثار المكتشفة
وأوضح أنه من بين الآثار المكتشفة ”طاسات“ من الحجر المرمر غير المزخرفة و”طاسات“ من الحجر الصابوني وجدت جنبًا إلى جنب مع أواني فخارية تبين أنها تؤرخ بالعصر الهلينستي، فضلاً عن كسرتين فخاريتين تعودان إلى فخار «باربار» الذي يؤرخ بالألف الثالث قبل الميلاد، وتشبهان ما عُثر عليه في تل تاروت «قلعة تاروت».
وتابع ان من الأواني الفخارية تشتمل على خمس أواني مزججة، وثلاث مصنوعة من حجر المرمر، وست مصنوعة من الحجر الصابوني٬ وحجر قبر، ونص إغريقي، وتمثال لرجل مصنوع من الحجر الجيري طوله يقارب المتر ويشابه تماثيل الأسر المبكرة في ماري في بلاد الرافدين، ومزهرية منحوت عليها إفريز تزينه الماعز تشبه فخار أم النار المعثور عليه في إمارة أبوظبي.
مدافن قديمة
ولفت العيد أيضا إلى أن ما عثر عليه في منطقة الربيعية ”الرفيعه“ مدافن قديمة مدفونة تحت كثبان الرمال، وقد اشتملت على تحف صغيرة، وأواني من الفخار، ومجموعة من الأواني المصنوعة من الحجر الصابوني والمرمر، كما أظهرت الاستكشافات في الموقع عن بقايا آثار استيطان قديم، ومدافن غنية بالمواد الأثرية وورشاً محلية لصناعة الأواني الحجرية المصنعة من الحجر الصابوني، والتي تمتاز بنقوش وعناصر زخرفية، كما عُثر على أوانٍ وتماثيل الطراز الأكدي القديم المؤرخ بعام 2300 ق. م وأنواع مختلفة من الفخار الدلموني.
وشدد العيد على تأكيدهم على المسمى الأصلي، بما يحمل من معاني وعمق تاريخي نفخر به جميعا، ومن الصعب التخلي عنه.