نيتشه والمرأه:
كثير من الناس يتهمون الفيلسوف فريدريك نيتشه بالعنصرية ونقده اللاذع للمرأة ورفضه لها. للأسف من يفعل ذلك يرى فقط المقولات التي تحدث نيتشه فيها بشكل قاسي عن المرأة وتجاهلوا الأقوال الأخرى، بل وتجاهلوا معنى المرأة الحقيقي لديه من خلال فلسفته ككل وهدفه من كلامه وما وراء المعنى.
يجب أن نشير إلى أن"المرأة" قد لعبت دوراً هاماً في حياة نيتشه، كذلك فإن نساء كثيرات قد نلن إعجابه وحبه وتقديره، وعلى رأسهن "كوزيما فاغنر" زوجة صديقه ريتشارد فاغنر والتي أوضحت رسائل نيتشه الأخيرة بعد مرضه بأنه كان يقدرها كثيراً، وهناك أيضاً "لو سالومي" ، ولا يجب أن ننسي أخته إليزابيث وأهميتها في حياته. وهذا بغير شك يفرض علينا أن نتناول عباراته التي يذم فيها المرأة بحذر شديد، ويجعلنا نتريث قبل إطلاق الأحكام.
إن نيتشه مدفوعاً بمنطق فلسفته، يجعل للمرأة منزلة رفيعة فيها، وذلك لأن الإنسان الأعلى، الذي يمثل هدف فلسفته كلها، لابد وأن تكون أمه جديرة بأن تخلق شيئاً عظيماً مثله. ولقد أنتبه نيتشه إلى هذا حين وصف أم الإنسان الأعلى في خطبه (الطفل والزواج) على النحو الذي يتمناه هذا الإنسان العظيم، واعتبر الزواج الذي يهدف إلى خلق الإنسان الأعلى زواجاً مقدساً.
فالمرأة إذن تلعب دوراً عظيماً في فلسفة نيتشه باعتبارها الأم التي ستنجب الإنسان الأعلى. ومن هنا راح نيتشه يناشد المرأة في خطبه (العجوز والفتاة) قائلاً: "أيتها المرأة، لتجعلي النجم يتألق من خلال حبك، لتجعلي أملك يتحقق، ولتقولي ليتني ألد الإنسان الأعلى"
- من كتاب هكذا تكلم زرادشت
المصدر : كتاب" فلسفة الأخلاق فريدريك نيتشه"