تحية طيبة الى درر العراق الغالي ...
لفت انتِباهي اليوم الهجوم غير المبرر على ابنائنا من القوات المسلحة في بعض المواقع الالكترونية المعروفة !! وقنوات فضائية معروفة اكثر بخلفياتها ومصادر تمويلها
ولست بصدد التحدث عن الاجندات التي وراء ذلك الهجوم فباعتقادي اصبحت معروفة ولكن !!!!
اتسائل كمواطن كما يتسائل اغلب المتابعين للشأن العراقي السياسي والامني ... لماذا التهجم والتجريح لمؤسسة خدمة العراق منذ آلاف السنين وحامة عن وحدة اراضيه ولولا ان التاريخ الحديث (أرخَ) لتأسيس الجيش العراقي في 6 كانون الثاني 1921 لقلت بأن تاريخ تأسيسه بدأ منذ فجر التاريخ في ارض الرافدين .
الجيش العراقي بكل ما لدى العراقيين من ملاحظات على قادته الذين قد يكون البعض منهم اسائوا للجيش قبل اسائتهم للمواطن البسيط قبيل عام 2003 .
ولكن رغم كل هذا فهو يبقى درع العراق وسيفه وحامي حماه ضد كل من سولت له نفسه او ستسول له نفسه بأن يمس بوحد اراضيه وتماسك شعبه .
اتسائل هنا .. هل يعقل ان يقوم بلد له اقتصاد ومصالح وعلاقات سياسية بدون جيش يحامي عن حدوده واراضيه ؟
هل يعلم .. واقسم بالله انهم يعلومن .. بان الجيوش في كل العالم يكفل لها القانون بحق الرد على اي اسائة تصدر بحقه ؟
والحديث المستهجن عن الجيش العراقي هو اتهامات ممن عبئوا جيوبهم بأموال طبعت بلون الدم وافرغوا ضمائرهم وعقولهم من كل ما يمت للعراق واهله بصلة
ويصفوه تارة بـ (جيش صدام) ولمن لا يعلم فهذا المقبور اللعين نخر اساس الجيش العراقي وأستنفذ كل موارده ليؤسس جيوشه الخاصة (حرس خاص وحرس حمهوري وفدائيين ... الخ) وغيرها من التسميات التي كانت بالحقيقة وحدات خاصة تحميه هو ونظام حكمه وتلصق افعالهم المشينة بالجيش العراقي .
وتارة أخرى يصفونه بجيش المالكي ، وهنا اتسائل .. ما علاقة المالكي بجيش عمره 91 سنة لديه من القيادات من قاتل سابقا ضده وضد حزبه ؟
ما علاقة المالكي بمؤسسة تعاني لحد الآن من قوانين ليس لها علاقة بالجيش العراقي فرضت بقوة السياسة على القادة والامرين ؟
وأخيراً تطلق تصريحات غريبة وهتافات في مظاهرات ببعض مناطق العراق بأن الجيش العراقي (جيش ايراني)!!! أو جيش عميل !!
والذي يطلق تلك الشعارات يعلم علم اليقين بان الجيش العراقي اشرف وانزه من ان يكون عميلا لاي دولة مهما كانت !
وليس بجيش (ايراني) وإلا لما قاتله طيلة ثماني سنوات عجاف استنزفت من ضباطه وقادته الاف ومن جنوده الملايين ؟
إليس من المخجل ان يهتف الشعب المصري عند انطلاق ثورة 25 يناير بحياة وعزة جيشه وهو مدعاة فخر لهم بالتأكيد لعدم وقوفه من نظام حسني مبارك
وأن يضرب ضباط ومراتب جيشنا بشتى انواع المقذوفات (قناني ماء فارغه وحجارة وغيرها) وهو من يدافع عن المتظاهرين في الرمادي والانبار طيلة الايام السابقة على الخط السريع في ابرد شتاء مر على العراق والمتظاهرون يعلمون لم كان الجيش واقفا وممن كان يحميهم ؟
هذا ليس كل شئ ! شهر كامل يشتم الضباط والجنود ويسبون علنا ويقذفون بشتى انواع الكلمات النابية وهم ملتزمون بتوصيات قادتهم !!!
(ضبط النفس .. ضبط النفس .. ضبط النفس) حتى اصبحت محفوظة لديهم (الي يضربك راشدي باليمنى انطي خدك اليسرى) ممنوع الرد على المتظاهرين لأي سبب كان .
لماذا تستهدفون الجيش العراقي ؟ لمصلحة من هذا التسقيط بدرع العراق وسيفه ؟
كل الدول المجاورة لنا تتمنى انتهاء دور الجيش العراقي وإعلان وفاته رسمياً . وهذا ليس ايمانا منا بنظرية المؤامرة .. بل هي عقيدة عسكرية لكل جيش يلتزم بان يكون اقوى من جاره وان يكون سلاحه احدث وابعد مدى واكثر فعالية ... الخ)
فهل تعلمون يا متظاهرين انتم الان سلاح بيد من ؟ وعلى من ؟ ام انكم تعلمون وتغفلون الحق وتكتموه .
افهموا وعوا .. (لخاطر الله) انكم الان سلاح .. وغداً عتاداً .. ومن بعده مرمى للاسلحة .. ولن يكون هنالك رابحا من التصعيد الحاصل الان بل خسارة مؤكدة لكل الاطراف .
فلا تجعلوا البلد عرضه لمن هب ودب ان ينخر في جسد العراق دون ان يكون العراق قد ارتدى درعه وسيفه .. لا تستهدفوا الجيش فهم ابنائكم واخوتكم .
اخيرا اقول ... دمت يا عراق باسل بجيشك وشعبك وقسما بالله العلي العظيم سنحامي عنك يا عراق حتى آخر قطرة دماء في عروقنا لتبقى عراق الرافدين موحدا بشعبك وبدون تسميات قومية وعرقية وطائفية (شعب عراقي واحد .. وجيش قوي يحميه) .. وشكراً