لم أكن أعلم نوايا من يحملون الحطب على أكتافهم ليضعونه فوق صدري . ولم أكن أعلم حقيقتهم غير انهم اقرب الناس اليَ .. كنت أظنهم يداعبون الحواس بقرقرةٕ أو شيئ من مزاح وملاطفة لاأكثر . الا أن أضرموا النار في أضلعي بغتة .. ركضت يمينا وشمالا أبحث عن وسيلة لأطفئ بها النار التي حولت أضلعي الى رماد يهوي فوق آتون ملتهب .
كان همي هو قلبي الذي حميته بيداي خشية أن يسقط فتسحقه جنود أبليس . لم أكن أتصور أن يبلغ المكر لأعلى درجاته ليصلون الى غواية حرق القلوب ثم سحقها بالأقدام .. ياللقسوة .. الحمد لله انني استطعت أن أحافظ عليه رغم ندوب أصابته هنا وهناك . دهشتي هي ضحكاتهم وكأنها العويل وهم ينظرون الى بقاياي وكيف سأقاوم الحياة وأنا أضع الكفين فوق قلب تملؤه الندوب .. فما عساي أن أقول غير ان الغدر يبقى من شيمة الجبناء .