،،،،
من أجمل القصص التي ستسمعها عن بوليوود و كأنها قصة فيلم هندي، ليست قصة حب او زواج بل قصة ابن أعاد البسمة لأبيه.
قصة الابن " تايغر شاروف" و الأب " جاكي شاروف"
" عندما يعيد الابن كبرياء الأب."
بدأت الحكاية سنة 2003 عندما كان الابن تايغر في فترة المراهقة، بينما كان الأب جاكي شاروف يحاول دخول عالم إنتاج الأفلام في السينما الهندية، من خلال مغامرته بصنع فيلم بميزانية ضخمة اسمه boom يحكي عن موضوع الاتجار بالبشر بطريقة جديدة و مغايرة، من بطولة أميتاب باتشان في دور المجرم و مع أول ظهور لكاترينا كيف التي لم تكن تعرف التحدث باللغة الهندية آنذاك، لذلك اكتفوا بدبلجة صوتها.
كان هذا الفيلم يمثل مغامرة غير محسوبة العواقب بالنسبة لجاكي، و ذلك ما جعل صديقه أنيل كابور يحثه عن العدول عن الفكرة و اكتفائه بالتمثيل، لكن دون جدوى، ففكرة إنتاج الفيلم كانت قد سيطرت عليه، ليتم في النهاية إنتاجه بميزانية كبيرة، و بمشاهد عديدة خارجية، في دبي، و أماكن أخرى، بالاضافة لأجور الفنانين المشاركين، كأميتاب و غيرهم، حيث وضع جاكي كل أمواله التي جمعها على مدار سنوات في هذا الفيلم ، بالاضافة إلى القروض التي جمعها من البنوك و أصدقائه في بوليوود على أمل أن يعيد له نجاح الفيلم ما خسره عليه و يرجع الاموال لأصحابها، و يستفيد من الارباح المتبقية، و من اهم الأشخاص الذين استلف منهم هو المنتج و المخرج المعروف " ساجيد ناديادوالا"، منتج فيلم "كيك" لسلمان خان، و منتج سلسلة افلام هاوسفول و غيرها.
و قبل موعد صدور الفيلم بشهر في السينما تم تسريبه "أونلاين"، ليشاهده العديد حينها من خلال المواقع أو الاقراص المدمجة بعد قرصنته، ليتعرض الفيلم للخسارة قبل عرضه، ذلك ما دفع الموزعين للتراجع عن توزيع الفيلم، فبالاضافة للتسريب، فقصته أيضا لم تكن بتلك القوة المنتظرة، حتى مع وجود أميتاب، لم يجد حينها جاكي غير أن يقوم بنفسه بتوزيع الفيلم عبر دعم الموزعين، و ذلك بمنحهم ضمانات و أموال إضافية، تلك الأموال التي استلفها مرة أخرى من ساجيد ناديادوالا، مع طلبه من أميتاب الانتظار حتى عرض الفيلم كي يدفع له مقابل الدور ، بل حتى و صل به الأمر إلى القيام بشيئ مؤسف أثر في نفسية ابنه تايغر كثيرا و أحزنه جدا ، ألا و هو بيع بيتهم الجميل المطل على البحر الذي كان يعيش فيه مع عائلته و الانتقال إلى شقة صغيرة في حي متوسط، كل هذا من أجل إنقاد الفيلم.
تايغر بكى كثيرا عند مغادرة البيت الذي قضى فيه طفولته، لكن لم يستطع الأب فعل شيئ لإيقاف دموعه، سوى وعود واهية بأنهم سيعودون يوما ما إليه، كل هذه التضحيات لم تشفع له عندما فشل الفيلم فشلا ذريعا في السينمات، فلم يمر أسبوع حتى انهار الفيلم و تم سحبه من جميع دور العروض، بعد هذه الضربة القاضية، قام ساجيد ناديادوالا و أميتاب بتهديد جاكي شاروف، إما الدفع أو المحكمة، بعدها تدخل النجم سانجاي دوت في الأمر ليتوسط له عند ساجيد من أجل تمديد المهلة قبل ان يعيد له أمواله، أما أميتاب أخد امواله مع تأخير بسيط.
بعد كل ذلك أصبح جاكي مفلسا، ليتراجع عن فكرة الانتاج، و يكتفي بالتمثيل ليبدأ بالمشاركة في عديد الأفلام مهما كان دوره فيها، لأنه كان يريد تعويض خسارته الكبيرة تلك قدر المستطاع، و يعيد القروض المتبقية.
هذه القصة المؤسفة تنتهي بنهاية سعيدة، كقصص بعض الأفلام الهندية، لأنه سنة 2014 تم إصدار فيلم هيروبانتي، و هو أول فيلم لتايغر شاروف ابن جاكي شاروف، و الذي نجح نجاحا كبيرا حينها، حيث نال عنه تايغر أجرا كبيرا من منتج الفيلم، هذا المنتج هو نفسه " ساجيد ناديادوالا" الذي اقرض والده جاكي شاروف قبل أعوام و طالبه بسداد الدين بعد فشل فيلم boom الذي تحدثنا عنه، الشيئ الجميل في هذه القصة هو أن تايغر قام بعدها بشراء بيتهم القديم المطل على البحر الذي كان قد باعه أبوه نتيجة مغامرته الانتاجية الفاشلة و بالمال الذي أخده كأجر من ساجيد المنتج الذي أقرض أباه سابقا، ليعيد بذلك بيت العائلة، و أحلام طفولته، ليكون بذلك الابن البار الذي اعاد كبرياء أبيه، و ارجع له كرامته المفقودة، و هذا الذي يتضح في اي مقابلة يقوم بها جاكي الآن فيكون دائم الفخر بابنه تايغر و كثير الكلام عنه، في كل المنابر الاعلامية.
قصة جميلة بين اب و ابن بها رسائل و معاني عديدة، كان بطلها نجم الاكشن تايغر الابن و نجم الثمانينات جاكي الأب
،،،،