،،،،
《ألفريد غوين فاندربلت.. الثري الذي ضحى بحياته لإنقاذ الأطفال》
وجد رجل الأعمال الثري نفسه محاصرا بين الأمواج العاتية، فيما لاحظ أن السفينة على وشك الغرق بما تحمل من نساء وأطفال، لذا لم يتردد ألفريد غوين فاندربلت للحظة قبل أن يمنح قبلة الحياة لأم وطفلها، حتى وإن كان ذلك على حساب حياته، فما الذي حدث؟
ثري خير
لم يكن يدرك رجل الأعمال الأمريكي، والنجم المشهور في الأوساط الاجتماعية منذ أكثر من 100 عام، ألفريد غوين فاندربلت، أن رحلة السفينة لوسيتينيا التي انطلقت في عام 1915 من نيويورك الأمريكية إلى مدينة لندن الإنجليزية، ستكون الأخيرة له.
ولد ألفريد في عام 1877 لأسرة ثرية، حيث ذهبت إليه ثروتها الكاملة في عام 1892 وهو مراهق لا يتجاوز الـ15، بعدما توفي شقيقه الأكبر ويليام، إلا أن تلك الثروة الطائلة لم تبدل شيئا في شخصية ألفريد المحبوبة، والساعية دائما إلى فعل الخير.
عمل ألفريد في السكك الحديدية، إلا أن شغفه الأول تمثل في عالم الأحصنة، الذي دفعه لإجراء رحلة عمل إلى لندن لمقابلة المسؤولين بجمعية مربي الأحصنة هناك، وكذلك من أجل التطوع كسائق لصالح الهلال الأحمر، للمشاركة في المجهود الحربي آنذاك، إلا أن تلك الطموحات لم يكتب لها الاكتمال بعدما انطلق ألفريد برحلة مشؤومة، لكنها كانت السبب في اعتباره بطلا قوميا حتى وقتنا هذا.
رحلة الموت
صعد ألفريد على متن السفينة لوسيتينيا في شهر مايو من سنة 1915، حيث فوجئ الشاب ابن الـ37 بتعرض السفينة لهجوم شرس من جانب بعض القوات البحرية المعادية، تسببت في تلف السفينة التي أوشكت على الغرق في دقائق.
أدرك ألفريد حجم الأزمة الحقيقي، عندما شاهد خوف وهلع النساء والأطفال من حوله، لذا وفر جهوده من أجل توصيل الصغار إلى مراكب الإنقاذ وإلى توزيع أطواق النجاة عليهم وعلى النساء معهم، قبلما يلاحظ انتهاء أطواق النجاة في ظل عدم حصول إحدى الأمهات الصغيرات مع طفلها على أي طوق.
على الرغم من عدم إجادته للسباحة، قرر ألفريد أن يعطي طوق النجاة الذي كان يرتديه للأم الصغيرة التي كانت تعمل كممرضة، إنقاذا لحياتها وحياة طفلها الصغير، ما تكلل بالنجاح بالفعل مع وصول الأم وطفلها لبر الأمان، ولكن بعد أن ضحى الشاب الثري بحياته مقابل ذلك، حيث غرق وسط أمواج المحيط الأطلسي العاتية دون عودة، في عمل ملهم لا يتكرر كثيرا.
تشير مجلة نيويورك تايمز إلى العمل البطولي الذي قام به ألفريد قائلة: «لن يتحدث أحد عن ألفريد باعتباره رجل الأعمال الذي يملك الملايين، بل سيتذكره الجميع كشاب ضحى بحياته لأجل إنقاذ أمهات وأطفال عدة من الموت»، الأمر الذي تحقق بالفعل على أرض الواقع على الرغم من مرور أكثر من قرن كامل على رحيل البطل الملهم، ألفريد غوين فاندربلت.
،،،،،