عقوق الوالدين 2
معنى عقوق الوالدين:
إذا كان بر الوالدين من طاعة الله وبلغ هذه المنزلة ، فإن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر ، فهو عصيان لله ، وعصيان للوالدين ، فالله أمر بشكره وأمر بشكر الوالدين : " أن اشكر لى ولوالديك إلى المصير " وعن أبى بكرة (رضى الله عنه) قال كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال : " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ ( ثلاثا ) قلنا بلى يا رسول الله ، قال : " الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين ، وكان متكئا فجلس ، فقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور " ، فما زال يكررها ، حتى قلنا : ليته سكت . ( إشفاقا عليه ) ومن العقوق سب الوالدين وشتيمتهما ، أو أن تكون سببا فى سبهما ، فعن عبد الله بن عمرو (رضى الله عنهما) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال : " إن من الكبائر شتم الرجل والديه " ، قالوا : يا رسول الله ، وهل يشتم الرجل والديه ، قال : " نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه " ولابد أن نعلم جميعا أن عقوق الوالدين يعجله الله فى الدنيا ، كما تظهر مساوئه فى الآخرة ، فعن أبى بكرة (رضى الله عنه) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : " اثنان يعجلهما الله فى الدنيا : البغى ، وعقوق الوالدين " وعن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : " كل ذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة ، إلا البغى ، وعقوق الوالدين ، أو قطيعة الرحم ، يعجل لصاحبها في الدنيا قبل الموت " وإذا كانت العبادة من صلاة وزكاة وصيام وحج سببا فى دخول الجنة ، فإن ذلك بشرك عدم عقوق الوالدين ، فعن عمرو بن مرة الجهني ( رضي الله عنه ) قال جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال : يا رسول الله , شهدت أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، وصليت الخمس ، وأديت زكاة مالي ، وصمت رمضان ، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) : " من مات على هذا كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة هكذا ( ونصب أصبعيه ) ما لم يعق والديه " ولقد الله من يعق والديه على لسان نبيه (صلى الله عليه وسلم) ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ( لعن الله سبعة من خلقه . . . . . ـ منهم ـ من عق والديه .... ) وقد كان من السلف من شدة بره بأمه لا يأكل معها فى صحفة واحدة ولما سئل عن ذلك قال : أخاف أن تسبق يدى إلى ما سبقت إليه عينها فأكون قد عققتها . ومن علامات الساعة أن ينتشر العقوق ، عندما سأل جبريل عليه السلام النبى (صلى الله عليه وسلم) متى الساعة ؟ قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، ولكن سأخبرك عن أشراطها قال : " أن تلد الأمة ربتها (وفى لفظ ) أن تلد الأمة ربها " أى يكثر العقوق فيصبح الولد مربيا لوالديه بدلا من أن يكون الوالدان مربيين لأولادهما . بمثل ما نرى فى أيامنا هذه من المعاملة القاسية للوالدين والاعتداء عليهما بالضرب والسب . وأخيرا نسأل الله أن يجعلنا بارين بآبائنا ، ويعافينا من عقوقهما ، ويهدى كل ضال ويعلمنا بما ينفهنا وينفعنا بما علمنا .