الليالي السوداء الطويلة التي عانيت فيها ألماً مبرّحاً من شدّة اكتئابك و هزّت أعماقك فيها أكثر نوبات الهلع وحشيةً وضراوةً و قضيتها في سريرك وحيداً تماماً ، الأيام القاسية التي عرفت فيها مدى انكسارك و هشاشتك، الظروف المهولة التي وجدت نفسك تواجهها بدون أي أحد بجانبك، وجودك في غرف الأطباء ضعيفاً هزيلاً بمفردك و بدون أي صديق ترمي بثقلك و أعباءك على كتفه و يسند ظهرك، وقوفك في قاعات المحاكم مرتعداً خائفاً دون أن يعرف أحد مكانك أو يسأل عنك. يكفي هذا لتعرف أن عليك أن تحارب هذا العالم بأسره وحيداً تماماً و أن ما من إنسان على هذه الأرض مهما قرّبته منك صادقاً في اهتمامه لأمرك.
م