في روض الأخوة





تحمل الذاكرة فيضا من العواطف و الأحاسيس و العواطف الدافئة لمرحلة من عمرنا الماضي. أذكر تلك العواطف التي كانت تجمعنا في بيت كرم و ضيافة، بيت من خيرة بيوت البلدة، كنا طلبة في مراحل التعليم الثانوي و بعضنا طلبة في الجامعات، كان يجمعنا خوان البيت الواسع .
و ما كان يميز تلك المرحلة العمرية ضحالة علم، مع عاطفة صادقة و حماسة لتلفي العلم و حب فعل الخير . . .
فكنا نسمع المواعظ و الرقائق الروحية التي نأخذها من الأحاديث النبوية، مثل الأربعين نووية ، فيجتهد أحدنا في الشرح و استخلاص الدروس و العبر المستفادة .

و من لطائف التي الجلسات التربوية ؛ تلك الكلمات القصيرة التي لها روح جذابة، كلمات تحمل إشارات عابرة، تشق كوامن الروح فتهزها، كلمات توثق الحب الصادق بين فتيان لا تربطهم روابط القرابة أو النسب، غير حب في الله تعالى.، تصل تلك الرسائل العاجلة إلى المسار المحدد ، كانت تلك الجلسات الأخوية ، تُقَلِّب السكون لحركة، كان لتلك الجلسات وقع خاص عند الحضور. ، فكان اللقاء لقاء نتناصح ونتصارح و تصالح. و كانت تلك الجلسات فضاء للهروب من واقع طغت فيه الماديات ، فكنا نجد لدة لا نجدها في سوى ذلك المكان .
فكانت تلك الجلسات نزهة للقلوب الشاردة. .
و كان لتلك الجلسات نغم خاص، و لغة خاصة لا يتذوقها إلا الذي عاش أيامها .

فكانت أحب الجلسات لقلوبنا، إنها جلسات الزمن الماضي، الذي يحمل كل الجمال ،فلم تكن مجالسنا مجالس غيبة، فقد كنا نتقرب لله تعالى بصون الأعراض و كتمان حديث الخلوة، و حفظ العهود، و مؤاساة إخواننا عند الشدة، و نقبل العثرة ، و. تغافل عن السقطات.
فكانت حقيقة صحبة طريق.
كانت جلساتنا تحفل بمواعظ الثرات العربي من الأمثال التي كنا نحفظها في مجالسنا. .
أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر هذه الشذرات المحملة بالشذى و العطور:

" ينبغي أن تستنبط لزلة أخيك سبعين عذراً. فإن لم يقبله قلبك، فقل لقلبك: ما أقساك ،، يعتذر إليك أخوك سبعين عذراً فلا تقبل عذره، فأنت المعتوب لا هو." .
" الأخ الصالح خير من نفسك، لأن النفس أمارة بالسوء، والأخ الصالح لا يأمر إلا بالخير. " .
" الرجل بلا اخوان كالشمال بلا يمين." .
" من اتخذ اخواناً كانوا له أعواناً.
التارك للإخوان متروك. " .
" عليك بالإخوان فإنهم زينة في الرخاء، وعدة عند البلاء. " .

تظل هذه الذكريات عالقة في عواطفنا نذكرها و لا ننساها، نذكرها فتجدد فينا روح العودة لذلك الزمن الجميل ، زمن الطهر و النقاء..
و ختام المقال مسك يقول المثل :(الأخوة في الله شجرة لا تقاس بطولها، و لكن بعمق جذورها)