وفي الصلاة على النبي ﷺ زاد
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
الصلاة على النبي ﷺ هى تكرم لخاتم الأنبياء والمرسلين لتبليغه الرسالة وتأديته لها بأمانة وإحسان وإخلاص، ولعظم مكانته وشئنه ومنزلته عن الله.
والصلاة على النبي ﷺ في كل وقت وحين لفضلها العظيم وثوابها الجزيل وأجرها الوفير لاسيما يوم الجمعة يُستحب الإكثار من الصلاة والسلام عليه لأولوية استجابة الدعاء.
يقول الشيخ عبد العزيز الطريفي (تاج الأذكار يوم الجمعة الصلاة على النبي ﷺ، أكثر الناس لها ذكراً أكثرهم ذكراً في السماء وطمأنينة في الأرض).
قال ﷺ: (إنّ من أفضل أيّامكم يوم الجمعة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ) صحيح أبي داود.
وقال ﷺ: (أولى النَّاس بي يوم القيامة أكثرُهم عليَّ صلاةً) صحيح الترغيب.
وقال ﷺ: (من صلّى عليّ صلاة صلّى الله عليه بها عشرا) صحيح الجامع.
وقال ﷺ (أتاني جبريل فقال: يا محمد أما يرضيك أن ربك عز وجل يقول: إنه لا يصلي عليك من أمتك أحد صلاةً إلا صليت عليه بها عشراً، ولا يسلم عليك أحد من أمتك تسليمة إلا سلمت عليه عشراً) حديث صحيح.
والصلاة على النبي ﷺ وسيلة لكسب شفاعته، ونيل رحمة الله ورضاه وغفرانه، وتثبيت المسلم على الصراط المستقيم، وهي من أفضل أنواع الذكر وأسرع وسيلة لزيادة الورع والزهد والتقوى في النفوس
عن أبي بن كعب قال: (كان رسول الله ﷺ إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال: يا أيها الناس اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، قال أبي: قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟. فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها، قال: إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك) قال الترمذي: حسن صحيح.
يعني إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة عليه ﷺ أعطيت مرام الدنيا والآخرة.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبيَّ ﷺ قال: (من صلى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنه عشرُ خطيئاتٍ، ورُفعَت له عشرُ درجاتٍ) صححه الألباني (صحيح الترغيب).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام.
وعن عمار بن ياسر عن النبي ﷺ قال: (إن لله تعالى ملك أعطاه سمع العباد فليس من أحد يصلي عليَّ إلا أبلغنيها، وإني سألت ربي أن لا يصلي عليَّ عبد صلاة إلا صلى عليه عشر أمثالها).
(أكثروا الصلاة علي فإن الله وكل بي ملكاً عند قبري فإذا صلى علي رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلان ابن فلان بالاسم إن فلان ابن فلان صلى عليك الساعة). حديث حسن.
(ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام). صحيح الجامع
(حيثما كنتم فصلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني) حديث صحيح.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: (إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم خليلا وموسى كليما ومحمد ﷺ وليا وحبيبا ونبيا وصفيا وذلك أن الله تعالى بدأ بالصلاة عليه وهو الملك العلام وصلت ملائكته عليه وهم الأصفياء الكرام فصلوا بنا معشر الأنام على محمد عليه السلام رسول ذي الجلال والإكرام ينجيكم الله من العذاب الدائم الغرام واعلموا أنه ما من عبد مسلم أكثر الصلاة على محمد عليه الصلاة والسلام إلا نور الله قلبه وغفر ذنبه وشرح صدره ويسر أمره فأكثروا من الصلاة لعل الله يجعلكم من أهل ملته ويستعملكم بسنته ويجعله رفيقنا جميعا في جنته فهو المتفضل علينا برحمته
واعلموا رحمكم الله أن في الصلاة على سيدنا محمد ﷺ عشر كرامات إحداهن صلاة الملك الجبار والثانية شفاعة النبي المختار والثالثة الاقتداء بالملائكة الأبرار والرابعة مخالفة المنافقين والكفار والخامسة محو الخطايا والأوزار والسادسة قضاء الحوائج والأوطار والسابعة تنوير الظواهر والأسرار والثامنة النجاة من عذاب دار البوار والتاسعة دخول دار الراحة والقرار والعاشرة سلام الملك الغفار) بستان الواعظين
ومن سمات الصلاة على النبي ﷺ: تجديد الـولاء، والانتماء، والوفـاء، والحب والاشتياق والثناء والاعتراف بالفضل والجميل للنَّبِيِّ ﷺ وكذلك تجديد العهد والبيعة على السمع له والطاعة وتقديم سنته على من سواه والسير على طريقته والعمل بهداه لنصرة هذا الدين وتزيد الإيمان وتنفي الفقر وتطيب المجلس وتنفي البخل والشح
قال ﷺ: (البخيلُ من ذُكرتُ عندَهُ ثم لم يُصَلِّ عليَّ) صحيح
قال ﷺ: (رَغِمَ أنْفُ رَجلٍ ذُكِرتُ عِندَه فلَمْ يُصلِّ عليَّ) صحيح الجامع.
لا حرمنا الله وإياكم من صحبة حبيبه ﷺ والتمتع بنور وجهه وعطر رائحته ﷺ
فلبيك فهمًا شاملًا سيرًا على نهج الرسول حتى نلقاك على الحوض فنشرب من يدك الشريفة شربة لا نظمأ بعدها
إنا على العهد سنمضى لا نبالي لأجل الدين لا نخشى اللئامَ
رسول الله أنا في اشتياقٍ ولصحب الغر الميامينُ الرفاقِ
يوما وإن طال البعاد سنلتقي في جنه الرحمن من بعد الفراق
سنظل نعمل جاهدين بلا وهن وحتى وإن ضاقت بنا كل السجون
ذاك الطريق ولا سواه هو الطريق إنا ارتضيناه لنا نعم الرفيق