الرمادي - الصباح
نجح مندسون وجهات على صلة بمخابرات دولة خليجية بين صفوف المتظاهرين باثارة الفتنة بين المتظاهرين والقوات الامنية في الفلوجة ، واتهم رئيس الوزراء نوري المالكي مخابرات اقليمية وبقايا النظام السابق والقاعدة واصحاب النهج الطائفي، برسم مؤامرات ارادوا صبغها بدماء الابرياء من المتظاهرين، موجهاً الاجهزة الامنية بضرورة ضبط النفس والتحمل والصبر والابتعاد عن استخدام القوة.
وفيما اشارت مصادر مطلعة وموثوقة على صلة بالمتظاهرين الى وجود معلومات عن نية جهات سياسية داخلية اثارة صدام بين القوات الامنية والمتظاهرين بدعم وتمويل خارجي، دعا خطباء ورجال دين ورؤساء عشائر في الرمادي المتظاهرين في مدينتهم الى عدم الانجرار خلف ما حدث في مدينة الفلوجة والمحافظة على سلمية تظاهراتهم الى اقصى حدود الانضباط ومنوهين بتمسكهم بالوحدة الوطنية وبمعايير الاخوة والمواطنة.
و علمت "الصباح" من مصادر موثوقة في الرمادي ان جماعات من خارج المدينة اندست في التظاهرات كانت السبب الرئيس في عملية الصدام الذي حدث امس الجمعة بين المتظاهرين وقوات الامن في مدينة الفلوجة، والذي ظهرت بوادره مساء امس الاول نتيجة شجار بين احد افراد شرطة الفلوجة واحد المتظاهرين ليمتد الامر الى امس الجمعة عبر استغلاله من قبل المندسين ومخابرات الدولة الخليجية ليخلف قتلى وجرحى.
ودعا المالكي في بيان خاطب فيه الشعب وابناء الانبار تلقت "الصباح" نسخة منه امس الجمعة ،"المتظاهرين اصحاب المطالب وغير المسيسين الى ممارسة حق التظاهر بالابتعاد عن الاصطدام واستفزاز الجيش والقوات المسلحة ورصد المجموعات المخربة والابتعاد عن طرح الشعارات الاستفزازية وأؤكد هذا الطلب مرة بعد أخرى بمزيٍد من الصبر والحكمة وضبط النفس كما أطالب العقلاء بمضاعفة جهدهم لاخذ زمام المبادرة وقطع الطريق على اصحاب النوايا السيئة الذين يريدون احراق كل الآمال والطموحات وحرماننا من العيش في عراقٍ مستقرٍ و موحدٍ يتآخى فيه ابناؤه جميعاً بعيداً عن الطائفية والحقد".
وقال المالكي في البيان: "لم يكن مفاجئاً ما حصل اليوم (امس) من اصطدام مع الجيش في الفلوجة اذ كنا قد حذرنا منه ومن نوايا يضمرها اصحاب الاجندات والاهداف المعادية للعراق والعملية السياسية والديمقراطية فيه، والتي يزداد خطرها يومياً في محاولة لتفجير الأوضاع الأمنية وجرِ القوات المسلحة للمواجهة، وهي مؤامرات رسمت خطواتها مخابرات اقليمية وبقايا النظام السابق والقاعدة واصحاب النهج الطائفي يريدون ان يصبغوا هذه المؤامرة بدماء الابرياء من الذين خرجوا بتظاهرات يطالبون فيها بحقوق دستورية.
وشهدت مدينة الفلوجة امس الجمعة ،مقتل اربعة متظاهرين واصابة 19 اخرين بجروح،في اشتباكات مع الجيش خلال التظاهرة التي شهدتها المدينة ، وفقا لمصادر امنية وطبية، بعد ان قام "بعض المتظاهرين برشق قوارير مياه واحذية وحجارة على الجنود الذين ردوا باطلاق الرصاص في الهواء وبشكل عشوائي ما ادى الى وقوع القتلى والجرحى".
واستنكر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، امس الجمعة، الاشتباكات التي حصلت بين المتظاهرين في مدينة الفلوجة وقوة من الجيش العراقي، داعياً المتظاهرين والاجهزة الأمنية الى الالتزام بسلمية التظاهر وضبط النفس.
وكان كبير"الجماعة السلفية الجامية" ابو منار العلمي قد أفتى بحرمة التظاهر ضدّ رئيس الوزراء نوري المالكي، باعتباره "ولياً للأمر".
ونقلت الفضائية العراقية في خبر عاجل بثته الجمعة فتوى العلمي الذي قال فيها "ان التظاهر ضد المالكي حرام شرعاً لأنه وليّ الأمر"، مضيفاً ان "من يتظاهر تأييداً للمالكيّ يعدّ مجاهداً في سبيل الله".
وفي السياق ذاته أفتى رجل الدين عبد الملك السعدي، الجمعة، بحرمة مطالبة بعض المحافظات بإقليم مستقل، معتبرا أن ذلك سيفتت العراق، فيما حذر من استيلاء بعض الدول الإقليمية على إقليم الجنوب في حال أعلن ذلك.
من جهتها قررت وزارة الدفاع، الجمعة، تعويض المتضررين جراء "الاحتكاكات" التي حصلت مع القوات الأمنية في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار، فيما دعت المتظاهرين إلى الالتزام بسلمية التظاهر وعدم الانجرار وراء الاجندات التي تهدف الى إثارة الفتنة.
على صعيد متصل قال مجلس محافظة الانبار، الجمعة، إنه طالب بعد ظهر امس قيادة عمليات الانبار والحكومة الاتحادية بسحب قطعات الجيش من مدينة الفلوجة بشكل مؤقت على ان تتولى قوات الشرطة الانتشار لتهدئة الاوضاع الامنية "المتأزمة" على خلفية الاشتباكات بين القوات الامنية ومتظاهرين.
وفي تطور لاحق فرضت القوات الامنية في الفلوجة حظرا للتجوال على سير المركبات اعتباراً من مساء امس وحتى اشعار اخر على خلفية الاحداث التي شهدتها المدينة.
اما في بغداد فقد تظاهر الجمعة، اعضاء ومؤيدو تنظيم "دعاة العراق لدعم الدولة" في ساحة الفردوس وسط المدينة، مطالبين بعدم الغاء المادة 4/ ارهاب وقانون المساءلة والعدالة.
الصباح
26/1/2013