في قرية من قرى ألمانيا عاشت فتاة جميلة فقيرة مع والدها المسن، قدم الرجل المسن وابنته طلبا للملك، لكي يعطيهم قطعة من الأرض لكي يزرعاها ويأكلان من خيرها، ويبيعان الفائض عن حاجتهم في السوق، فلبى الحاكم طلبهم وأعطاهم قطعة أرض صخرية، فقام الرجل المسن وابنته بتنظيف الأرض من الصخور، لكي يهيئها للزراعة، وأثناء عملهما اصطدم معول الرجل بشيء صلب مدفون بالأرض، فكسر المعول في الحال.
فصدم الرجل وابنته، وتسألا ماذا يوجد في الأرض، وظنا أنها صخرة ضخمة، فحفرا بيديهما فوجدا هاون ضخم مصنوع من الذهب، فقرر الرجل المسن أن يعطي الهاون للملك، لأنه هو الذي أعطاهم هذه الأرض، لكن الفتاة قالت لوالدها سيسأل الملك عن المدق التابع للهاون، ولن يصدق أننا وجدنا فقط الهاون دون المدق، واستكملت كلامها دعنا يا أبي نستكمل الحفر لعلنا نجد المدق في هذه الأرض، لكن الأب أصر أن يذهب للملك فورا ويعطيه الهاون الذهبي.
وذهب الأب للملك، وقابله وأعطاه الهاون الذهبي، لكن الملك لم سيصدق أن الرجل وجد الهاون الذهبي فقط، ولم يجد المدق أيضا، وظن أن الرجل المسن طمع في المدق الذهبي واحتفظ به لنفسه، فأمر الملك بحبس الرجل المسن لأنه ظن أنه يكذب ويسخر منه.
وفي السجن ظل الرجل المسن نادما رافضا لطعام السجن يردد يا ليتني استمعت لكلام ابنتي الحبيبة الذكية، وأخبر حارس السجن الملك بما يقوله الرجل المسن، فأمر الملك أن يحضروا ابنة المزارع الفقير، لما أتت الفتاة للملك بهر بجمالها، وتوسلت الفتاة الملك أن يسامح والدها ويعفو عنه ويخرجه من السجن، فوافق على أن يخرج والدها من السجن بشرط أن يقوم باختبار ذكاءها.
وقال الملك للفتاة إذا نجحت في الاختبار عفوت عن والدك وأخرجته من السجن وتزوجت منك يا فتاة، فاشترط الملك على الفتاة أن تأتي لقصره وهي لا ترتدي أي ملابس وأن لا تكون عارية الجسد أيضا، وتأتي له مع حصان لا تركبه أبدا ولا تركب عربة، وأن لا تمشي في الشارع ولا تخرج من هذا الشارع، فوافقت الفتاة على شرط الملك وقالت أنها ستحاول.
وفي اليوم التالي انتظر الملك الفتاة لكي تأتي، فرأى الفتاة قادمة من بعيد وهي تلف وتستر جسمها العاري بالحبال، وتمسك بلجام الحصان وتسير وراءه ولا تركبه، وكانت تمشي على أطراف أصابعها على حافة التي تفصل بين الشارع والحقول، فرح الملك بذكاء الفتاة فعفا عن والدها وأخرجه من السجن، وتزوج الفتاة الذكية.
ومرت 3 سنوات، ولما سار الملك في القرية التي كان يحكمها وجد رجل وفتى صغير يتشاجرا معا ، فسألهما ماذا يحدث معكم، فأخبره الفتى أن جواده أنجب مهرا، لكن المهر جلس تحت بقرة الرجل، والرجل يدعي أن المهر يخص بقرته لأنها أمه، فأصدر الملك حكما بأن الرجل هو صاحب المهر، لأن المهر كان يجلس تحت البقرة، فالبقرة هي أمه، فبكى الفتى من الحكم الجائر عليه الذي أصدره الملك، فجاءت الفتاة الذكية التي تزوجها الملك، وكلمت الفتى الصغير وقالت له أن يفعل ما تطلبه منه دون نقاش.
وقف الفتى في الطريق الذي يسير في الملك دائما وأمسك بشباك صيد السمك، ولما مر عليه الملك سأله ماذا تفعل هل جننت يا فتى؟، فرد عليه الفتى أنه يصطاد السمك، فضحك الملك، وقال اذهب للنهر لكي تصطاد، فرد الفتى وقال: إذا كانت البقرة قادرة على إنجاب مهر صغير أستطيع أنا صيد السمك من الشارع، فصدم الملك من رد الفتى، وعرف أن الفتاة الذكية التي تزوجها هي صاحبة الفكرة التي قام بها الفتى الصغير.
فطردها الملك من القصر وقبل أن يطردها قال لها، تقديرا لزواجنا الذي استمر 3 سنوات سأسمح لكي بأخذ شئ غالي من القصر كذكرى لزواجنا، فطلبت الفتاة من الملك أن يحتفلا قبل الفراق، فشرب الملك الخمر، ونام، استيقظ الملك ليجد نفسه في بيت بسيط صغير، فسأل الفتاة وقال أين أنا؟، فقالت له لقد قلت أنني أستطيع أخذ شئ غالي من القصر قبل أن أرحل منه، فلم أجد في القصر شئ أغلى منك عندي، فضحك الملك وفرح من قول زوجته الجميلة الذكية، وتغير أسلوبه مع شعبه وأصبح ملكا عادلا يحبه الجميع كل هذا بفضل زوجته الجميلة الذكية.