.
أنظر في المرآة، فأرى وجهكِ،
تفلتُ القصيدةُ من يدي
أسمعُ رائحة امرأةٍ تأكل أصابعي،
يغرقُ البحرُ المتوسط في دائرة الهجرة،
يعطشُ الماءُ.
أُخرجُ ملامحكِ من وجهي، كي أتعرف إلى نفسي
فيفقدُ دفتري الذاكرة
يسألني المحققُ في دائرة الهجرة:
من أين أنتَ ؟
أجيبهُ:
لستُ أدري، فأنا لم أتزوج بعدُ،
فيرفض طلب لجوئي،
وترفض الأمم المتحدة لون جلدي،
ويرفض المجتمع الدوليّ أن ينظر في جرحي مباشرةً.
وفي تلك اللحظة التي يصبحُ فيها الوقت داكناً مثل لوحات رامبرانت،
ويسبح الإحساسُ بارداً مثل جثث أصدقائي،
تخرجين من وراء الكواليس،
تخرجين هكذا،
دون مقدماتٍ
أو شروح
أو تفسير منطقي
وتمنحينني لجوءًا لأسبابٍ عاطفية.
غياث المدهون - أديب فلسطيني