لا يجب إجبار الطفل على الذهاب إلى المدرسة ودرجة حرارته 38 مئوية .
تمثل حاجة الطفل للتغيب عن المدرسة أو رياض الأطفال أزمة للآباء العاملين من جهة، وتفكيرا في ما سيفوته في ذلك اليوم، والأزمة الأكبر: هل ابني صادق في ما يقوله؟ وهل هو مريض حقا أم يدعي ذلك للتغيب؟
أحيانا يكون مرض الطفل واضحا لأهله، لدرجة أنه يستحيل إجباره على الذهاب إلى المدرسة، أو تركه عند أحد الأقارب، لكن في بعض الأوقات لا تبدو حالة الطفل بذلك السوء، ويصبح القرار صعبا، ويحمل بعض التشكيك.
ومع مرور العالم بأزمة انتشار فيروس كورونا، وتزامن الموجة الثانية مع عودة المدارس وعودة الآباء والأمهات إلى العمل، يجب الالتفات للأعراض التي إن اشتكى منها الطفل أصبح بقاؤه في البيت وتمريضه ضرورة.
الحمى
لا يجب إجبار الطفل على الذهاب إلى المدرسة ودرجة حرارته 38 مئوية، أو أعلى. لا تعتبر الحمى علامة على نوع من العدوى فقط، بل تعني أيضا انتشار الجراثيم داخل جسمه، كما تنعدم الفرصة معها للجزم بأن الوضع سيتحسن أم سيسوء. وبينما قد يؤدي إعطاء الطفل الدواء إلى خفض درجة الحرارة، فلن يمنعه من نقل العدوى للأطفال الآخرين.
لا تلتزم بعض المدارس باعتبار الحمى عرضا كافيا لتغيب الطفل واحتمالية إصابته بفيروس كورونا، ويتوقع الخبراء أن تختلف السياسات المدرسية باختلاف المناطق، وأن تتغير على مدار العام الدراسي؛ لذا يشترط أن تكون حرارة الطفل أقل من 37 درجة مئوية لمدة 24 ساعة قبل عودته لليوم الدراسي.
تؤكد طبيبة الأطفال كلير مكارثي، الأستاذة المساعدة في طب الأطفال في كلية الطب بجامعة هارفارد، أن على الأهل عدم الاكتفاء بخفض الحرارة معتمدين على الإيبوبروفين أو مشتقات الأستامينوفين. خلاف ذلك، وإذا كانت حرارة الطفل 37 درجة مئوية أو أقل فإنها ليست حمى، لكن تعتمد على شكوى الطفل، فقد يكون المرض في أولى مراحله، ويشتد عليه خلال اليوم الدراسي.
سعال لا يتوقف
يسعى معظمنا لإيقاف السعال بإعطاء الطفل واحدا من عدد لا يحصى من أدوية السعال ومزيلات الاحتقان التي لا تستلزم وصفة طبية، لكن لا توجد سوى أدلة قليلة حول فعاليتها؛ فقد تهدئ السعال وضيق التنفس وتبقيه مستيقظا، لكنها تخفي الكثير من إشارات الجسد حول مرضه؛ فالسعال هو أحد آليات دفاعنا الأساسية، فهذا الطرد غير المنتظم للهواء والمخاط والميكروبات يجنبنا جميع أنواع الأمراض الرئوية المعدية والالتهابية.
قد تظهر تلك الإشارات على طفلك إذا صار يسعل من دون توقف، أو أي شيء مختلف عن طريقته في التنفس، ولا يتطلب ذلك فقط بقاءه في البيت هذا اليوم، بل يتطلب أيضا الاتصال بالطبيب، حتى وإن لم يبد أن سعاله يعيقه عن اللعب والتعلم.
بعض الآلام يمكن تسكينها بالأدوية ما دام الطفل يتصرف بشكل طبيعي .
آلام متفرقة بالجسم
هناك بعض الآلام التي يمكن تسكينها بالأدوية ما دام الطفل يتصرف بشكل طبيعي؛ مثل الصداع الخفيف، أو التهاب خفيف بالركبة.
لا تعط الطفل مسكنا إذا كان الألم أكثر من خفيف؛ الألم دائما علامة تستحق المراقبة، خاصة أن القشعريرة وآلام العضلات والألم المفرط في أسفل الرقبة وأنحاء الجسم قد تكون علامات على الإصابة بفيروس كورونا عند الأطفال، وفي كل الحالات يجب الاتصال بالطبيب وتغييب الطفل من المدرسة.
القيء أو الإسهال
يتساهل البعض مع هذين العرضين عند الأطفال ما داما لا يشملان رذاذا متطايرا ينشر العدوى، لكن آلام المعدة واضطراباتها قد تشير إلى عدوى خطيرة، مثل فيروس كورونا أو نوروفيروس، المسبب الرئيسي لالتهاب المعدة والأمعاء الحاد بين جميع الفئات العمرية في أنحاء العالم.
ينتشر هذين الفيروسين بطرق عديدة، تشمل المصافحة والرذاذ المتطاير ومشاركة الطعام وإهمال النظافة بعد تقيؤ طفل وتلوث الهواء المحيط به.
مع عودة المدارس وخروج الطفل بعيدا عن سيطرتنا تجب ملاحظة أي أعراض غريبة تطرأ عليه .
أعراض أخرى
تشير الأعراض السابقة إلى إمكانية مرض الطفل، وليس بالضرورة إصابته بفيروس كورونا، لكن مع عودة المدارس وخروج الطفل خارج نطاق سيطرتنا تجب ملاحظة تلك الأعراض التي تشير بوضوح إلى احتمالية إصابته بفيروس كورونا، بجانب الأعراض السابقة، وهي: طفح جلدي، واحمرار بياض العينين، وانتفاخ العقد الليمفاوية بالرقبة، واحمرار وتشقق الشفاه، واحمرار اللسان، وتورم أو تهيج اليدين أو القدمين، والنعاس أو الضعف العام غير العادي.
لذلك ينصح الأطباء بتلقيح الأطفال ضد الأمراض التنفسية قبل عودتهم للمدارس، خاصة بعض الأطفال الذين يعانون من ظروف خاصة مثل مشاكل في التنفس، وضعف الجهاز المناعي، وانخفاض الوزن، ومن تأخرت تطعيماتهم اللازمة في أول عامين بعد الولادة؛ وإذا استشعرت أي من الأعراض السابقة بعد عودته للدراسة تحدث إلى الطبيب.
سيعتمد القرار على مجموعة من العوامل بما في ذلك حالة طفلك، ومدى انتشار الفيروس في مجتمعك، وإذا كانت لديك أية حالات إصابة أو إصابة محتملة في الأسرة، وما الإجراءات الوقائية التي يلتزم بها الطبيب أثناء الكشف.