أعلمتِ عمّا فيَّ أم لم تعلمي
لن تنزعَ الأعوامُ حبكِ من دمي
أبداً ولو شابَ الفؤادُ من النوى
فهواكِ عندي وحدَه لم يَهرمِ
أدري بأنكِ تبعدين اذا دنا
منكِ الهوى يوماً ولن تتقدمي
لكنني أبقى القريبَ لمن جفا
وأكونُ أرحمَ بالذي لم يَرحمِ
هو هكذا حكمُ الهيامِ بأهلهِ
ظلمٌ على ظلمٍ لمن لم يَظلمِ
فلديَّ قلبٌ في زحامِ أنينهِ
يدعو بكل خشوعهِ أن تسلمي
فالعاشقون مدى الحياة بعُرفِهم
تَسعى الضحيةُ خلفَ سيفِ المجرمِ
يا ويحَ قلبي كيفَ بات متيّما
بالاربعينَ وكان غيرَ مُتيّمِ
أهي السنينُ تزيدُ في جوفِ الفتى
ظمأ الهوى كي يرتوي من مَبسمِ
أم أنَّ حسنكِ قد أطاح بحكمتي
ورمى وقاري قبلَ أن تتكلمي
الله يعلمُ ما سيحدثُ لو أتَت
محبوبتي يوماً بقلب مُغرمِ
وتبسّمت أو غازلَت بعيونها
أو أنها عضّت على طرف الفمِ
أخشى عليها من جموحِ مشاعري
وخفوق قلبي وانتفاضة معصمي
وأخافُ من فِرط الحنين بأن أرى
ظِلّي عليها في جنونٍ يرتمي
فالشوق أعظمُ من مراسيم النُّهى
ما دام قلبي للصبابة ينتمي
قولوا لها يا قومُ إني لم أزل
بمحبتي رغم الجفا لم أُهزمِ
فأنا المحاربُ في ميادين الهوى
أسعى بشوقٍ صارمٍ لم يُثلمِ
يزداد من طولِ السنينِ ضراوةً
وعن انتظار لقائها لم يُفطمِ
قولوا لها إني عليلٌ شاحبٌ
وبسحرِ بسمتها الجميلة بلسمي
إما تجودُ بحبها ووصالها
أو سوف تشهد عن قريبٍ مأتمي
م