عُدْ يا شِـراعُ ولا ترحلْ كما رحلوا
عُدْ واحتضِنَّا فقدْ تاهتْ بنا السبُلُ
مَرَّ الكــــثيرُ ولمْ يأبَهْ بنا أحدٌ
رَقِّقْ فؤادَكَ لا تفعلْ كما فعلوا
الحربُ قدْ شرَّدتنا منْ منازلِنا
وما لنا ناقةٌ فِـــــيها ولا جمَلُ
بذنبِ قادتِنا صِـــــــــرنا لها حطبًا
فكمْ منَ الأهلِ والأحبابِ قدْ قتلوا
كمْ منْ صغارٍ بعمرِ الوردِ مسغبةً
يبكونَ ما شـــرِبوا ماءً ولا أكلوا
وكمْ منَ الناسِ بالقصفِ الخبيثِ قضَوا
نحبًا إلى رحـــــــمةِ المولى قدِ انتقلوا
والبعضُ فرُّوا من النــــيرانِ وانطلقوا
خلفَ المحيطِ وحتى اليومَ ما وصلوا
ساروا إلى البحرِ رغمَ الموجِ فيهِ ومِنْ
قهرِ الطغاةِ على أقـــــــــــدامِهم نزلوا
لكنَّما المـــــــوتُ إنْ يُكتَبْ يصِحْ بهمُ
لا عاصمَ اليومَ منْ موجي لمنْ دخلوا
هذي هي الحالُ في الدنيا فكمْ هلكوا
منْ أبرياءَ وما منْ غَـــــــــــلطةٍ فعلوا
يا مُجريَ الفُلكِ إنا نستغيثُ وما
لنا سِــواكَ بكَ الرجوى بكَ الأمَلُ
يا كاشفَ الكربِ عن أيوبَ حينَ دَعا
إذ مسَّـــــــهُ الضُّرُّ وازدادت بهِ العلَلُ
يا من أغثتَ ببطنِ الحوتِ يونسَ من
موتٍ أكيدٍ وما في كـــــــــــــفِّهِ حِيَلُ
يا من جـــعلتَ لظى النمروذِ باردةً
على الخليلِ فحارَ الناسُ وانذهَلوا
يا من فتحتَ لموسى البحرَ يسلُكُهُ
ولم تُنَجِّ جــــــيوشَ الكُفرِ إذ نزلوا
ندعوكَ يا رَبُّ يا رحــمنُ في ثقةِ
فرِّج لنا الكربَ يا عونًا لمن سألوا
م