في فيزياء الجسيمات : التناظر الفائق supersymmetry(اختصارا SUSY) هو عبارة عن تناظر فيزيائي يقوم بالربط بين نوعين أساسيين من الجسيمات الأولية: البوزونات التي تمتلك أعداداً صحيحة من اللف المغزلي والفرميونات التي تمتلك أنصاف اعداداً صحيحة من اللف المغزلي. في النظريات فائقة التناظر، كل فرميون أساسي له نظير فائق superpartner بوزوني مرتبط به وبالعكس. ونجد في النظرية الفائقة المتتامة "الغير مكسورة unbroken" أن كل زوج من الشركاء الفائقين المتناظرين يمتلكون نفس الكتلة ونفس العدد الكمي بغض النظر عن مقدار اللف المغزلي له. على سبيل المثال: لو افترضنا أن هنالك جسيم يدعى "سيليكترون selectron" (النظير الفائق للإلكترون) أي أنه النسخة البوزونية للإلكترون، سيكون لديه نفس كتلة الإلكترون وبهكذا إيجاده في المختبر سيكون أسهل، ولكن طالما أنه لم يتم اكتشاف أي نظير فائق واذا كانت نظرية "التناظر الفائق" موجودة فعلاً فلا بد من طرح فكرة "كسر التناظر التلقائي Spontaneous symmetry breaking" التي تقوم على أن الشركاء المتناظرين الفائقين يمكن أن يختلفو بالكتلة، هذه الفكرة يمكن أن تحل العديد من المشاكل الغامضة المستعصية على الحل تقليديا في حال تطبيقها على النموذج العياري لفيزياء الجسيمات وفإنه يمكن حل "مسألة التسلسل الهرمي hierarchy problem". إن أبسط إنجاز لفكرة كسر التناظر التلقائي هو ما يسمى بـ النموذج العياري الفائق التناظر الأصغري MSSM يعتبر أحد أفضل المرشحين الذين تمت دراستهم كنظرية فيزيائية تتجاوز النموذج العياري. التأكيد المباشر لوجود نظرية التناظر الفائق يأتي بتتبع نتائج تجارب التصادم من وجود شركاء متناظرين فائقين وهذه التجارب تتم في مصادمات مثل مصادم الهادرونات الكبير يعرف اختصاراً بـ LHC. بعد التشغيل الأول لهذا المصادم وبعد النظر إلى النتائج لم يجد العلماء أي دليل للتناظر الفائق( حيث كل النتائج كانت محصورة بالنموذج العياري) ، ان هذه النتيجة وضعت نهاية لنظرية التناظر الفائق، لكن مازال البعض متحمس ومصدق بأن النظرية فعلاً موجودة على عكس بعض الفيزيائيين حيث ذهبوا ليكتشفوا أفكاراً جديدة، أما بالنسبة للمصادم فما زال وسيتمم بحثه عن التناظر الفائق وعن نظريات أخرى في تشغيله الثاني.