تعرف على مسجد باد شاهي ثاني أكبر مسجد في باكستان
دخل المغول بلاد الإسلام غزاة، أتو على الأخضر واليابس، ودمروا كل شيئ ببلاد الإسلام، وتركوا ورائهم الخراب والدمار والكثير من القتلي، الكثيرمن الخوف والرعب، هذا ما يعرفه أغلبنا عن المغول" التتار" ، لكن ما لا يعرفه الكثير أن إرادة الله شاءت أن يدخل أحفاد جنكيز خان الإسلام، وأن ينتشر الإسلام بين هذه القبائل التترية، ليقوموا ببناء المساجد ونشر الإسلام في كثير من ربوع الأرض، بل وأن يحاربوا في صفوف المسلمين كذلك، ولنا في صفحات التاريخ الكثير من العبر والعظات والدروس.
في هذا المقال نتعرف على قصة دخول المغول الإسلام وعلى مسجد باد شاهي ثاني أكبر مساجد باكستان الذي أسسه المغول.
لكن كيف دخل المغول الإسلام؟
كان السلطان بركة خان هو أول من يدخل الإسلام من أحفاد جنكيز خان، بل وحارب قومه المغول من أجل الإسلام، فقبل وفاة جنكيز خان قسم إمبراطويته بين أبنائه الأربعة فكان نصيب أبنه الأكبر جوجي بلاد روسيا وبلغاريا والقوقاز،وورث بركة خان عرش أبيه عام 652م هجرية أي قبل سقوط بغداد بأربعة سنوات.
حيث قام علماء المسلمين بشرح وتبسيط علوم الدين للمغول، وكان من بينهم الشيخ نجم الدين كبرا، الذي ذاع صيته وانتشر تلاميذه في البلاد وأسلم على يده الكثير، ذهب أحد أتباع الشيخ نجم الدين إلي السلطان بركه خان فأجتمع به ووعظه وحبب إليه الإسلام، وأوضح مناهجه فأسلم على يده، بل واستمال السلطان بركه خان اصدقائه إلي الإسلام، وأسلمت زوجته كذلك.
بعد إسلام السلطان بركة خان أقام منار الدين، وأظهر شرائع الإسلام، وأكرم الفقهاء والعلماء، واتخذ المساجد والمدارس بنواحي مملكته وأخذ الإسلام أغلب عشيرته.
مساجد بناها المغول
لم يكن مسجد باد شاهي هو المسجد الوحيد الذي بناه المغول، ولكن هناك مساجد اخرى منها مسجد فتح بورسكري، مسجد شاه جهان بني عام 1644م، المسجد الجامع في دلهي تم بناءه في عام 1658م، مسجد اللؤلؤة –آغرا تم بناءه في عام 1655م، وغيرها .
العمارة المغولية
صمم مسجد باد شاهي على طراز العمارة المغولية، وهي طرز معمارية طورها مغول الهند خلال القرن السادس والسابع والثامن عشر، وكانت مزيج من العمارة الهندية والإسلامية والفارسية، وكانت العمارة المغولية موحدة ولها نفس النمط بما في ذلك :
- القباب دائرية الشكل
- المآذن الرفيعة في الزوايا
- الغرف الكبيرة والزخرفة الدقيقة
مسجد باد شاهي
هو مسجد جامع يقع في لاهور بباكستان، شيد المسجد بتكليف من السلطان المغولي السادس أورنكزيب، خلال الفترة من 1671م-1673م، بعد بناءه كان أكبر مسجد في العالم، وهو حالياً ثاني أكبر مسجد في باكستان بعد مسجد الملك فيصل في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، ويحتل المرتبة الخامسة بين مساجد العالم.
بني المسجد من الحجر الرملي الأحمر المرصع بالرخام الأبيض، و صمم على شكل مستطيل، به بوابتين، ويتكون المسجد من أربع مآذن أرتفاع كل مأذنة 53.75 متر، ركنية على شكل أبراج تتألف من ثلاث طبقات مثمنة الأضلاع، نخلية الشكل، وثلاثة قباب، ويتسع المسجد لأكثر من عشرة آلاف مصلي، يتوسط المسجد نافورة مياه، ويحاط بالحدائق.
المسجد من معالم لاهور السياحية
أصبح مسجد باد شاهي أحد معالم لاهور السياحية، يحرص على زيارته كل من أبناء باكستان والسياح كذلك، فهو مكان للعبادة، وكذلك قطعة معمارية جميلة، تحكي لنا في صمت جدرانها قصة إسلام أحفاد ملوك التتار.