بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
منذ فجر نهضته العظيمة وعند خروجه من مكة المكرمة أعلنها السبط الشهيد كلمةً تدوي عبر التاريخ:
«إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق، وهو خير الحاكمين».
ومنذ ذلك اليوم انطلقت في الدنيا مسيرة إصلاحية رفرفت عليها راية أبي عبد الله، فهذه المسيرة المليونية وتلك أيام عاشوراء وهذه حشود المجاهدين، وتلك المقاومة الصلبة لكل طاغوت وكل ظالم، كلها قبسات من نور تلك الكلمة الصاعقة: «وإنما خرجت لطلب الإصلاح». بلى؛ إنها حقاً كما رافد عظيم يتدفق في كل ناحية فيبارك به الرب عباده باسم الإمام الحسين، عليه السلام، وأنا وأنت وعشرات الملايين ندخل ذلك البحر الموّاج لنتطهر من دنس الشرك والشك ورجس الفواحش ونطهر الأرض من حولنا من كل باطل.
ويستمر هذا التدفق الهائل حتى يرفع ابن الإمام الحسين المدّخر عند الله لإنقاذ الأرض ولأخذ ثأر جده الحسين حينما يظهر بإذن ربه ويقول: «ألا يا أهل العالم إن جدّي الحسين قتلوه عطشا ألا يا أهل العالم إنّ جدّي الحسين، عليه السّلام، طرحوه عريانا، ألا يا أهل العالم إنّ جدّي الحسين، عليه السّلام، سحقوه عدوانا». يومئذ تتساقط حجب النفاق وتندك حواجز الشقاق وينتصر العدل على كل ظلم وتعود شرائع الله سبحانه لتنشر في ربوع الأرض راية الكرامة والعزة والعيش الرغيد.
وللإمام صاحب الزمان الحجة بن الحسن المهدي - عجل الله فرجه الشريف -، أنصاره ولعل زائري جده، عليه السلام، هم بعض أولئك الأنصار؛ وهكذا.. فإنك - أيها الزائر الكريم - تستطيع الآن أن تسجل اسمك في قائمة أنصاره فتكون من المنتظرين حقاً له. ولا شك أن مسيرة الإصلاح الحسينية التي أنت اليوم في خطها الظاهر إنها من علامات انتظارك للفرج.