بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
الأولى: غفران الذنوب
إننا نعلم يقيناً أن وزر الذنوب قد أثقل ظهورنا، ويكاد يُفسد ضمائرنا، ويذهب بإيماننا، وهكذا جئنا لنولد من جديد ولكي نطهّر صفحات أعمالنا، ولكن؛ إنما يغفر لنا ربنا عبر التوسل إليه بوجه نبيه والأئمة المعصومين من ذرية نبيه، عليه وعليهم صلوات الله، ألم يقل ربنا سبحانه: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحيما}، .(سورة النساء: 64) إننا نقول: يا ربنا! يا سيدنا! يا إلهنا! إن رسولك الكريم، عليه أفضل صلواتك، قال لنا: «حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنا»، وها نحن نحضر عنده، أليس الحسين بضعة من رسولك، جئنا هنا لكي يستغفر لنا الإمام الحسين وجده المصطفى، عليهما صلواتك وتحياتك، ألم يقل لنا رسولك العظيم محمد، صلى الله عليه وآله عنه: «َإنه مِصْبَاحُ هُدًى وَسَفِينَةُ نَجَاةٍ»، جئنا يا رب عند مصباح الهدى لتهدينا، جئنا آملين أن نركب سفينته لكي تنجينا من عذابٍ أليم.
أيها الزائر الكريم: تعال نجعل من كل خطوة نخطوها نحو مرقد سيد الشهداء، عليه السلام، وسيلة نقترب بقدرها من الجنة ونبتعد عن النار، تعال نغسل هنا قلوبنا لكي نعود طاهرين من كل دنس، إننا نقرأ في زيارته:
«أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ أَرْضٌ أَنْتَ بِهَا وَطَهُرَ حَرَمُكَ».
فمن هذا الطُهر نستفيد طهراً ثم نزداد عزماً على التخلص من وزر الخطايا وآثار الفواحش، ونصوغ شخصياتنا على هدى مصباح الحسين ونركب معاً في سفينة النجاة مع سيد شباب أهل الجنة.
أيها الزائر الكريم :إن عزم إرادتك بترك ذنوبك هي الغاية السامية التي تحدد بإذن الله مصيرك اللاحب وإلى الأبد وتجعلك إن شاء الله مع النبيين والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
الثانية: تكفير السيئات
إننا نرجو من الله سبحانه أن يستر علينا عيوبنا فلا أحد منا مهذب من كل نقص ولكن الله سبحانه ستار العيوب، ودعاؤنا إليه ألا يفضحنا، لا في الدنيا ولا في الآخرة على رؤوس الأشهاد.
الثالثة: حسن العاقبة
إننا حين نقول مع سائر المؤمنين: «يا رب توفنا مع الأبرار»، فإننا نطلب منه حسن العاقبة، ونستجير إليه من سوئها. إن هذه الغاية المثلى تجعلنا نستفيد من هذه اللحظات العرفانية المشرقة ونحن في رحاب السبط الشهيد أن نجاهد أنفسنا لتصاغ شخصياتنا من جديد، لنعود فعلاً حسينيين قلباً وقالباً ظاهراً وباطناً، منذ الآن وإلى يوم نحشر مع سيد الشهداء، عليه السلام.
إنك أيها الزائر الكريم! خلقك الله في أحسن تقويم ولكن الظروف المعاكسة ربما جعلت الواحد منا يُرد إلى أسفل السافلين. وها نحن نأتي إلى كربلاء ونستشفع بالحسين الوجيه، عليه السلام، إلى ربنا ليجعلنا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، نعود كما خلقنا الرب في أحسن تقويم؛ إنها فرصة ذهبية لكي نتعالى إلى حيث عباد الله الصالحين، والسبيل إلى ذلك أن نستنير بنهج أبي عبد الله، عليه السلام، المستقيم، أن نستمع إلى خطبه الحكيمة في أرض الشهادة، أرض عبودية الرب؛ أي كربلاء المطهرة. هناك كان خطّ السبط الشهيد، خارطة طريق لنا إلى الجنة، كما أن زياراته المأثورة وزيارات أخيه قمر بني هاشم أبي الفضل العباس، عليه السلام، كلها ترسم أمامنا خارطة واضحة لطريق التوبة وللتسامي إلى الفضيلة.
أيها الزائر الكريم! اسع سعيك لكي يكون سيد الشهداء رفيق دربك في الدنيا وشفيع ذنوبك في الآخرة وتكون معه عند لقاء ربك ونبيك، كذلك ستكون سعيداً وافر الحظ من خير الدنيا والآخرة ذلك عندما تتواصل مع السبط الشهيد متألقاً بنور الولاية مزداناً بصبغة العبودية لله - تعالى-.