بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

تأتي ذكرى أربعين الإمام الحسين(ع) لتعلن انتهاء قصة سبي عترة الرسول محمد(ص)، فما بين العاشر من المحرم والأربعين رحلة شقاء طويلة لآل البيت(ع) انتهت بعودة الرؤوس إلى الأجساد الطاهرة.
تاريخيا الزيارة بدأت عندما جاء الصحابي الجليل جابر ابن عبد الله الأنصاري إلى كربلاء في العشرين من صفر لزيارة قبر الإمام الحسين(ع) والتقى هناك بآل البيت(ع)، لكن السؤال الأهم لماذا “الأربعين”؟ حيث يطرح البعض سؤالا حول هذا المفهوم كرقم. طبعاً بعض الأرقام أخذت قدسيّة عند الناس بصورةٍ عفويّةٍ، مثل: أصحاب الكساء خمسة، الأئمة الاثنا عشر..
أما بالعودة إلى العدد “الأربعين”، فقد استعمل في كثير من الموارد، مثلا روي عن بني إسرائيل أنّهم كانوا يتوسّلون إلى الله تعالى أربعين يوماً حتّى يستجاب لهم. مضمون هذا العدد قد ورد في رواياتٍ كثيرة، فأربعينيّات الصوفيّين -سواء كانت صحيحة أم فاسدة- منشؤها تلك النصوص. وقد تحدّث العلّامة المجلسي بالتفصيل في كتابه بحار الأنوار، عن الاستفادة الخاطئة والفهم غير الصحيح، عند المتصوّفة، لتلك الروايات الأربعينيّة.


“قـم جـدد الـحـزن فـي الـعـشـرين من صفر فـفـيــه رُدت رؤوس الآل لــلــحــفــر”
إذا في هذا البيت الشعري للسيد هاشم الستري البحراني تختصر الذكرى ويجدد العزاء باستشهاده. فأربعين الإمام الحسين مكمل للعاشر من محرم كدليل على أن الإمام الحسين لم يمت بل خلده الله على مر السنين، وعلى الرغم من الصعاب التي عانى منها محبو أهل البيت(ع) من قبل بعض السلاطين الا ان عزيمتهم بقيت صلبة واستمرت المسيرة والنهج فازدادت الحشود المليونية التي سطرت للعالم أجمل معاني الوفاء والمحبة والولاء لإمام بذل دماءه الشريفة في سبيل عزة الإنسان وحريته.