اكو بعض الافلام غريبة لدرجة أنها تغرقنا في الحيرة. لكن ماهو الهدف منها؟
من الضروري في بعض الأحيان أن تخلي عقلك يشتغل بعد نهاية فيلم معين لفهم العبرة من بعض القصص، ويجب أن تتعلم في النهاية تقييم كل التقلبات التي تحدث في الفلم.
ويانة اليوم احد هاي الافلام
(هوية)
Identity
سنة الانتاج /2003
التصنيف / أثارة _ أدب _ غموض
IMDb 7,3/10
طاقم التمثيل /
جون كوزاك
راي ليوتا
أماندا بيت
جون هوكس
جون سي ماكجينلي
ألفريد مولينا
كليا دوفال
بعد أن تقطعت بهم السبل، ينتهي الحال بعشرة غرباء في إحدى الفنادق المهجورة، وإذا بهم يموتون الواحد تلو اﻵخر، وعليهم الكشف عمن يطاردهم ويستهدف قتلهم
القصة معقدة لدرجة أن النهاية تحتوي على مفاجآت غير عادية.
مراجعة الفيلم
الفيلم سيكولوجي من الدرجة الاولى، صبغته بقايا ريشة الفنان المخرج السينمائي «الفريد هيتشكوك» وتحديدا فيلمه Psycho الذي اعاد اخراجه المخرج (جس فان سانت) عام 1998.
في Identity عشر شخصيات، ادوارد (كوزاك) احدى هذه الشخصيات، شخصية مسيجة بعوالمها الداخلية، وفي اشارة ضمنية وخاطفة كان بحوزته كتاب (الوجود والعدم) لسارتر ثمة رابطان بينه وبين البقية
الميلاد كل منهم من مواليد برج الثور والرابط الآخر هو الموت.
هنا في Identity المخرج (مانجولد) وكاتب السيناريو (مايكل كوني) يعالجان حالة الانفصام في الشخصية،
(وما يطلق عليها بتعدد الشخصيات المتزامنة) التي اصابت القاتل ماكوم ديفز، وتنحني نحو حداثية السرد السينمائي، فالأحداث لا تتلاحق وليس لها سياق (زمني) فالمونتاج الشعري للصورة يأخذ طريقة التجميع، القص واللصق ، ونلحظ طريقة الفونغرافية (ايقاف الصورة)بحيث تتكرر الصورة أو المشهد ولا تفقد اثارتها، صورة ناشطة وانفعالية، هذا التعبير السينمائي يقذف الحواس في مواجهة الشيء المادي الذي تم تصويره، وان اختلفت زاويا وحركات الكاميرا ولقطاتها، كل هذا نلحظه في لقطات من الفيلم.
هكذا استحضر مشاهد خارقة في الفيلم حين رأى ادوارد «جون كوساك» وجهه في المرآة وقد تحول لماكوم القاتل صرخ بانفعالية حادة. (اين وجهي؟ ماذا فعلت في وجهي؟) رد الطبيب (الفريد مولينا)بهدوء
(ان الوجه الذي رأيته بتلك المرآة هو الوجه الذي رأيته دائما عند تحدثي الى ادوارد)، صراع دائمي بين الواقع كحقيقة والهذيان كخلق، وما يصحبه من تشنجات وانقباضات جسدية لادوارد فجأة في ومض البرق نشاهده يتحسس القطرات الماطرة بكفه، رغم النداء والالحاح من الفريد الطبيب (ادوارد ابق معي ..ادوارد اصغ لي..)، صوت ذو صدى فاجع. لم يرجع ادوارد بل اخذ دور الشخصية الرائية
(رأيتك في بستان البرتقال) هذا ما همس في اذن الممثلة (أماند بيت) التي جسدت الدور ببراعة منقطعة النظير (امرأة امنياتها بسيطة) لقطات وصور خاطفة مؤثرة. استحالة وانت ترى هذه المشهدية من الفيلم لا تقذفك ذاكرتك الى فيلم Gladiator الاوسكاري لما يحمله من لقطات وصور عاطفية للممثل «راسل كرو» الذي جسد دور القائد الروماني (ماكسيموس). مشهد يده وهي تلامس السنابل، في طريق عودته الى الديار. صور زرقاء تؤرخ سينمائيا.
هنا صور (مانجولد)السينمائية هيكلها ماء، لقطات عالقة في المطر، ستحس برطوبتها. فيلم ذو اشارات واسئلة وجودية خاطفة.
الفيلم ياخذنا لعوالم غريبة
بصراحة ظلم بلتقييم العام
تقييمي 8,8
مشاهدة ممتعة