كيف تحولت حياة شارل ديغول من جندي فرنسي لزعيم منفي؟
شارل ديغول هو زعيم فرنسي وأول رئيس للجمهورية الفرنسية الخامسة،عاصر مرحلة فاصلة في تاريخ العالم وليس فرنسا فقط، كان لشارل ديغول تاريخ مشرف ووطني في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي وبناء فرنسا، ولكن النهايات ليست كالبدايات أنتهت حياة ديجول بوفاته بعد أقل من عام من استقالته فكيف كان ذلك؟
من هو شارل ديغول؟
شارل ديغول جنرال ورجل سياسي فرنسي، ولد في مدينة ليل الفرنسية،تخرج من المدرسة العسكرية سان سير عام 1912 من سلاح المشاة، ألف ديجول عدة كتب حول موضوع الاستراتيجية والتصور السياسي والعسكري، عين جنرال فرقة ونائباً لكاتب الدولة للدفاع الوطني ، في يناير 1940 قاد مقاومة بلاده في الحرب العالمية الثانية، وترأس حكومة فرنسا الحرة ، وفي عام 1943 ترأس اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني والتي أصبحت تسمي فيما بعد بالحكومة المؤقتة للجمهورية الفرنسة.
كيف تحولت حياة شارل ديغول من جندي فرنسي لزعيم منفي؟
الخطوات الأولي
ولد الزعيم الفرنسي الشهير تشارلز ديجول في عام 1890 لأسرة كاثولكية وطنية ودينية، تلقي ديجول تعليماً جيداً منذ الصغر، وكان يحلم بأن يكون قائداً عسكرياً لذلك ألتحق بأكبر أكاديمية عسكرية في البلاد " سانت سير" في عام 1909، وتخرج منها 1912 وانضم لفريق المشاة والتي كان يقودها العقيد فيليب بيتن .
ديجول في الحرب العالمية الأولي
تميز تشارلز ديجول في الحرب العالمية الأولي حيث قاتل ببسالة وأصيب مرتين وحصل علي ميدالية لخدمته ، شارك ديجول في أكثر المواجهات فتكاً في الحرب – معركة فردان- في عام 1916، وأثناء المعركة أصيب بجروح ثم تم أسره، وبعد عدة محاولات هروب فاشلة تم إطلاق سراح تشارلز ديجول في نهاية الحرب
التحق ديجول ببرنامج تدريبي خاص في مدرسة سوبيربيودي بعد نهاية الحرب ، واكتسب خبرة دولية في ألمانيا والشرق الأوسط
الحرب العالمية الثانية
لم يقبل ديجول استسلام فرنسا لألمانيا في عام 1940 وهرب بدلاً من ذلك إلي انجلترا، حيث أصبح قائداً للحركة الفرنسية الحرة بدعم من رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل ، وبث ديجول من لندن رسالة عبر القناة الإنجليزية لمواطنيه، داعيا إياهم مواصلة المقاومة ضد الاحتلال الألماني ، كما نظم الجنود من المستعمرات الفرنسية للقتال جنباً إلي جنب مع قوات التحالف
تشارلز ديجول رئيس الجمهورية الخامسة لفرنسا
شغل شارل ديغول منصب رئيس الجمهورية الفرنسية الخامسة في عام 1959-1969 وقد تميزت فترة رئاسته بالانتفاضات الطلابية والعمال والتي استجاب لها .
كان شارل ديغول يسعي لتحقيق القوة السياسية والاقتصادية لفرنسا بحيث تكون مستقلة عن القوتين العظمتين في ذلك الوقت وهما الولايات المتحدة الأميريكية والاتحاد السوفيتي.
تنحي شارل ديغول
لم يشفع التاريخ المشرف لشارل ديغول عند الشعب الفرنسي الذي خرج في مظاهرات مناوئة له في عام 1968، كان الطلاب والعمال هم الأغلبية بين المتظاهرين، واستجابة لمطالبهم قرر ديجول أن يجري استفتاء حول تطبيق مزيد من اللامركزية في فرنسا، وتعهد قبل إجراء الاستفتاء بالتحي عن منصبه في حال لم توافق نسبة كبيرة من الفرنسيين علي تطبيق اللامركزية في البلاد ، وفي مساء 28 أبريل عام 1969 أعلن ديجول تنحيه عن منصبه بعد أن حققت الموافقة علي تطبيق اللامركزية نسبة أقل قليلاً من النسبة التي حددها .
وفاة شارل ديغول
بعد استقالته تقاعد ديجول في منزله في كولومبي ليد دو إغليسس، ولم يكن لديه الوقت الكافي للاستمتاع بالحياة الهادئة لتلك القرية، حيث توفي إثر اصابته بأزمة قلبية في 9 نوفمبر 1970، وألقي الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو خبر وفاته علي الشعب الفرنسي، قائلاً " الجنرال ديجول قد مات ... فرنسا أرملة"، وحزن الشعب الفرنسي علي الجنرال حزناً كبيراً، وقدم قادة العالم تعازيهم في وفاة الجنرال ديجول، وقالت الملكة إليزابث الثانية" إن شجاعته وبسالته في القضية المتحالفة خلال السنوات المظلمة من الحرب العالمية الثانية لن تنسي أبداً.
كيف ينظر الشعب الفرنسي لشارل ديغول؟
ينظر الشعب الفرنسي لشارل ديغول نظرة احترام وتقدير فهم لا ينادونه إلا بالجنرال، أطلقت فرنسا أسمه علي عدد من المطارات والشوارع والمتاحف ومحطات القطار، ويعتبرونه الأب الروحي للجمهورية الفرنسية الخامسة، ويرجع الفرنسيون الفضل للجنرال ديجول في تحرير بلادهم من السلطة النازية، إذ لم يتوقف وهو في لندن من إطلاق الشعارات التي كانت تلهب قلوب الفرنسيين وتدفعهم إلي المقاومة لعل أشهر تلك الشعارات قوله :
" لقد خسرنا معركة ، لكننا لم نخسر الحرب، وسوف نناضل حتي نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاسم علي صدره".
أهم مؤلفات شارل ديغول
- خيط السيف (نشر عام 1940).
- نحو جيش الاحتراف (نشر عام 1934).
- فرنسا وجيشها.