عندما شاهدت ضيعة ضايعة للمرة الأولى لم ألاحظ فيه سوى الكوميديا البحتة، تلك الكوميديا النقية التي لا يخرج منها سوى الكوميديا.
مجموعة أفراد يعيشون في قرية بسيطة لا تملك أدنى سبل الرفاهية سوى البساطة والأحلام البسيطة التي تتساوى مع إدراك أهالي هذه القرية.
عندما شاهدت المسلسل للمرة الثانية والثالثة والرابعة وتعمقت في نسيج القصة، اكتشفت أن ما يقبع خلف هذه الكوميديا حزن شديد، ربما هو حنين لتلك السذاجة التي كان عليها الإنسان قبل التطور، أو حزن لما وصل عليه الإنسان الآن، أو ربما إدراكي أن هذه القرية أم الطنافس الفوقا هي أعماقنا وملجأ الإنسان الأخير من شناعة هذا العالم على ما هو عليه.
الكوميديا السوداء كانت كاللغز في المسلسل، كانت في شعورنا نحو أهالي القرية، شعورنا نحو عالمهم البسيط لكنه نفسه الذي يمثل واقع العالم الكبير بما فيه من حب وحسد وكره وقانون وتجاوز وإيذاء.
ضيعة ضايعة هو حياتنا، مستقبلنا المظلم، واقعنا المرير. ضيعة ضايعة ربما كوميديا لكن أليس ما نعيشه في هذا الواقع هو الكوميدية بكامل مأساتها؟